أقسمت لولا أياديه
  ١٣ - جزاهم السيف عن كفران نعمتِه ... والسيف أحفظ ما تحمى به النعم؛
  ١٤ - ولم يزل مقدماً في كل ملحمة ... غراء فيها عُرَى الأقدام تَنْفَصيمُ.
  ١٥ - حتى غدا الدين؛ لا في عينه عمش ... من الضلال، ولا في أُذنه صمم!
  ١٦ - من الملوك الألى لولا وجودهم، ... وجودهم في الورى لم يُعْرَفِ الكرم؛
  ١٧ - من سادة قادة شم جَحَاجحة ... ترعى لديهم عهود الله والذمم.
  ١٨ - سادوا البرية من عالٍ ومنخفض، ... فهم ملوك وأملاك الورى خدم؛
  ١٩ - فكل فضل نبيل دونَ فضلهم ... وكل مجد أثيل دون مجدهم؛
  ٢٠ - إذا تفاخر أملاك الورى فَخَروا؛ ... وإن تحاكم أبناء العلى حكموا؛
  ٢١ - وإن دعاهم إلى الإعطاء مفتقر ... يلبه المجد والعلياء والشيم،
  ٢٢ - وتستعير البرايا من مكارمهم، ... فكل مكرمة بين الورى لَهُم،
  ٢٣ - فازوا من الرتب العليا بأرفع ما ... تَدْعُو لَه شيمُ العَلْياءِ والهمم،
  ٢٤ - تري معاديهم في كل معركة: ... «شهب البزاة سواء فيه والرحم»؛
  ٢٥ - يبني لهم غرف المجد الأثيل فتى ... مُسَوّد لا يداني جوده «هَرِمُ»،
  ٢٦ - لو أن أسيافه في الأرض مصلتة ... من أول الدهر لم يُعبد بها صنم.
  ٢٧ - ليهن قوماً إلى أبوابه وفدوا؛ ... فإنها كعبة المعروف والحَرَمُ؛
  ٢٨ - أمسترق ملوك الأرض قاطبةً؛ ... كيف استرق يديك الجود والكرم؟
(١٥) العمش: ضعف البصر
(١٧) الجحجاح: السيد المسارع الى المكارم. والذمة: الأمان والعهد.
(٢١) لب يلب: لغة يمنية بمعنى: أجاب بسرعة؛ وكان منها اشتقوا لبيك أي إلباباً بك بعد الباب، وإقامة على طاعتك بعد إقامة؛ وإجابة بعد إجابة ومن ذلك أيضاً الرجل اللبيب. والشيم جـ شيمة. الطبيعة، وهي عند اليمنيين المروه والكرم.
(٢٤) عجز بيت للمتنبي وصدره: «وشرّ ما قنصته راحتي قنص». والشهب: جمع أشهب؛ ما فيه بياض يصدعه سواد. والرخم جمع رخمه طائر معروف.
(٢٥) هرم بن سنان ممدوح زهير.
(٢٧) في «ف» «فإنها كعبة الوفاد»
(٢٨) استرق العبد: ملكه. وقاطبةً جميعاً.