ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

كأن في كل حظ بيت خمار

صفحة 237 - الجزء 1

  ٣٠ - فأصبحَتْ في برودِ الفخر تائهةً ... حتى غدت كرياض ذات أزهار،

  ٣١ - ولم تزل أبداً من زهوها طرباً ... به، تقول بترداد وتكرار:

  ٣٢ - «يا نعمة الله حلّي في منازلنا ... وجاورينا رعاك الله من جار»،

  ٣٣ - وكيف لا تفضل الأقطار قاطبةً ... وقد حوت بحر علم، نجل أطهار.؟

  ٣٤ - يهنيك أرض «أزال»؛ إذ حويت جليل ... القدر، من طاب في خبر وأخبار،

  ٣٥ - أعظم به من قدوم قد هزمت به ... عن قلب كل محب جيش أكدار؛

  ٣٦ - بشيره لو بغَى جعلاً نكافئه ... به؛ سَمَحْنَا بأسماع، وأبصار،

  ٣٧ - قرت به أعين الأحباب وانهزمت ... عنهم كتائب أحزان وأفكار،

  ٣٨ - وظل كل عدو مذ غدوت بها ... من غمه يتشكى ضيق أقطار،

  ٣٩ - تاب الزمان؛ وأضحى الدهر معتذراً ... مما جناه على عمدٍ وإصرار،

  ٤٠ - أنلتني ما اقترحت الآن يا زمني، ... من بعد أن قلمت بالبين أظفاري،

  ٤١ - لقد خفضت جناح الذل لي أدباً، ... وقد قضيت لباناتي وأوطاري،

  ٤٢ - وعدت عطفاً على ذي مقلة أرقت، ... وطالما بعت يساري بأعساري،

  ٤٣ - فالحمد لله شكراً لا نفاد لَهُ، ... إذ من فضلاً بغيث منه مدرار،

  ٤٤ - بمن غدا حرماً بمن أمنت، ... وكعبة بغشيانها خففت أوزاري،

  ٤٥ - لا زال يروي علوم الآل مغترفاً ... من بحر علم بعيد القعر زخار،

  ٤٦ - أكرم به من همام ماجد، علم، ... من فتية، قادة للناس أخيار!

  ٤٧ - سادوا الخلائق من عرب ومن عجمٍ ... فهم مصابيح علم تهدي الساري!

  ٤٨ - لهم من الله تشريفاً وتَزكية؛ ... في محكم الذكر آي ذات أسرار،

  ٤٩ - كآية «الود»، و «التطهير»، ... و «النبأ العظيم ... حقا فما مقدار أفكاري

  ٥٠ - و «هل أتى» قد أتت فيهم مبينةً ... لفضلهم فهي تحكي نور أقمار،

  ٥١ - صلى الآله عليهم بعد جدهم، ... من معشر طاهري الأثواب أبرار.


(٣٢) البيت: «يا نعمة الله» لبشار والمحفوظ يا رحمة الله» اسم المرأة التي كان «بشار» يشبب بها.٤٤ - في البيت زحاف.