استشفاع بأمير
  ١٠ - فكم عالم منهم عامل ... نبيل؛ وكم من همام بطل!
  ١١ - له المجد أتبع من ظله؛ ... فإن سارَ سارَ، وإن حل حل؛
  ١٢ - إذا حمل الطرس في كفَّه، ... أو الرمح؛ تدعو العلى: لا شلل؛
  ١٣ - وأنت المجلي بميدانهم، ... وحائز ما فيهم عن كَمَل؛
  ١٤ - وأطولهم في المعالي يداً، ... وأثبتهم تحت ظل الأسل،
  ١٥ - وإنك أنت الهمام الذي ... تردي رداء العلى واشتمل،
  ١٦ - وإنك بدر الكمال الذي ... أنار بآفاقه واكْتَمَل،
  ١٧ - فأية عارفة لم تنل؟ ... وأية مكرمة لم تنل؟
  ١٨ - إليك ضياء الهدى أشتكي ... هموماً أقمن، وصبراً رحل،
  ١٩ - وقلباً أعلله إن غلَتْ ... مراجله بعسى أو لعل؛!
  ٢٠ - وديناً عدا صرتُ من أجله ... على وَجَل من هجوم الأجل،!
  ٢١ - وأحداث دهر أرتني مشيب ... رأسي وصبعُ الصبا ما نصل!
  ٢٢ - وكم لي من علة لم أبل ... منها، ومن غُلَّةٍ لَمْ تُبَل.!
  ٢٣ - ومن شغل مَنَعَتْني الكَرَى، ... وما شغَلُ القَلبِ إِلا شُعَلُ؛
  ٢٤ - وذاك لعمري دأب الزمان ... فكم مثلها مَعَ مِثلي فَعَلْ؛
  ٢٥ - فحتى متى طرفه ما غفا؟ ... وحتى متى صرفه ما غَفَل؟
  ٢٦ - فهل يغلط الدهر لي مرة ... بعطف؟ وهل نافعي قول هل؟
  ٢٧ - ويا بعد ما رمت من عَطْفِهِ؛ ... متى حال عن حاله، وانتقل؟
(١٢) الطرس: الصحيفة. والشلل: فساد في اليد. وشلّت يده: يبست. ويقال في الدعاء لمن أجاد الرمي: لا شلّت يداك.
(١٣) في «ن»: «وحائز ما فيها» وهو خطأ. والكمّل: الكامل.
(١٤) الأسل: الرماح.
(١٧) العارفة: المعروف والعطية. ولم تنل: لم تعط.
(٢٠) الأجل: الموت.
(٢١) نصل: تغير لونه، يقال نصلت اللحية: خرجت من الخضاب، ونصل الثوب تغير.
(٢٢) بل وأبل من علته ومرضه: برئ وشفي. والغلة: العطش الشديد. وبلّه بالماء: نداه.
(٢٧) حال: تحوّل.