وما زلت مني في الضمير
  ١٠ - وإن التسلي والتبدل عنكم ... لأمران في دين الغرام أمران
  ١١ - وعاهدتموني بالعقيق على الهوى، ... فأين مواثيقي ترون وإيماني؟
  ١٢ - ولي فيكم يوم الوداع مُهَفْهَفٌ ... جفاني فأغرى بالمدامع أجفاني،
  ١٣ - كلفتُ بهِ إذ صار في الحسن واحداً ... فلم يثني عن حبه أبداً ثاني؛
  ١٤ - وعنفني من لم يذق كأس صبوتي ... ولا بات ذا قلب كقلبي وَلْهانِ؛
  ١٥ - عفا الله عمن لامني، لو رأى الذي ... كلفت به يوم العقيق لأعفاني!
  ١٦ - غزال كان الله صوّرَ خَلْقَهُ ... من النيرات الزهر في شكل إنسان؛
  ١٧ - يميس بقد يحسد الغُصْنَ لينَهُ ... ويبسم عن در نضيد ومرجان؛
  ١٨ - وفي خده ورد جنى قطافه ... ولكن سيف اللحظ يجني على الجاني!
  ١٩ - أروم لقاه ثم أخشى رقيبه ... فأخذ عنه جانباً حين يلقاني؛
  ٢٠ - أتان هواه بعد تركي للهوى ... فأذكرني ما الدهر من قبل أنساني؛
  ٢١ - إلى الله أشكو ظالمين تعاهدا ... علي وكانا أصل همي وأحزاني؛
  ٢٢ - هوي؛ ضقت ذرعاً عن تحمل بعضه ... ودهراً عن «الهادي بن أحمد» أقصاني؛
  ٢٣ - فتى المجد والعلياء من صار مُجمعاً ... على فضله قاصي البرية والداني،
  ٢٤ - فتى ألقت الآداب طوعاً ... لفكره مقاليد تسليم إليه وإذعان؛
  ٢٥ - فتى مد للاحسان باغ مبرز ... فلم يختلف في فضل سؤددِهِ اثنان؛
  ٢٦ - فتى ورث العلياء عن خير سادة ... مراجيح أحلام، مساميح غران؛
  ٢٧ - فتى ساد قبل الحلم أبناء جنسه، ... وشاد لربع المجد أرفع بنيان؛
  ٢٨ - أخو نَجدةٍ إِن يُدعَ لِلْباسِ والفِدى، ... فلا عاجز تلقاه ثم ولا واني،
(١٠) الأمر المرير: الشديد المحكم، ويحتمل أنه أراد بأمرين. انهما كريهان الى النفس.
(١٣) كلفت به: أحببته حبا شديدا.
(١٤) الولهان: من وله يله ولها: حزن حتى كاد يذهب عقله، أو تحير من شدة الوجد فهو واله وولهان.
(١٩) أخذ عنه جانبا: ابتعد.
(٢٥) برز الرجل: فاق أقرانه
(٢٦) الغران: أصله غر غرراً وغرة الوجه: صار حسناً، والغرير والأغر: الحسن والجمع غُران.