وما زلت مني في الضمير
  ٢٩ - حوى قصبات السبق طفلا وناشئاً ... وبذ الأعالي من شباب وشبان،
  ٣٠ - لقد جمع «الهادي بن أحمد» في الورى ... مكارم شتى ما اجتمعن لإنسان،
  ٣١ - خطاباً كما افترت ثغور زواهر، ... وخلقاً كما اهتزت معاطف أغصان؛
  ٣٢ - ونثراً كما رقت كؤوس سلافة، ... ونظماً كما راقت قلائد عقيان؛
  ٣٣ - أَمَوْلَى القوافي السائرات التي غدت ... يقر لها فكرا «لبيد» و «حسان»
  ٣٤ - أبنك شوقاً لي، اليك أقله ... يهدد من ركني «ثَبِير»، «وثَهْلان»،
  ٣٥ - أروح بقلب فارغ من تصبري ... وأغدو بصدرٍ مِن شجوني ملآن؛
  ٣٦ - فَهَلْ عطفة بالقرب منكم لشيق ... إلى ورد هاتيك الشمائل ظمآن،
  ٣٧ - وخذها كما لاحت نجوم زواهر ... دجى، أو كَما فَاحَتْ أَزاهر بستان،
  ٣٨ - ومن سريعاً بالجواب فإنّ لي ... إليك اشتياق المغرم الدنف العاني،
  ٣٩ - وحي «الحسين» الملك نجل مُطهّرٍ، ... أخا المجد سامي المرتقى عالي الشاني،
  ٤٠ - وإخوته الغُر الأكارم من بنوا ... بناء المعالي فوق هامة كيوان،
  ٤١ - تحية صب شوقه وغرامه، ... لِسوحهم لا «للعقيق» و «نعمان»،
  ٤٢ - ولا تعتبن في أن كتبي تأخرت ... فما عَنْ مَلَالٍ كَانَ منّي وشنْئانِ،
  ٤٣ - ولكن لأحوال عَرَتْ؛ لا عرفتها ... وطول هموم لم تزل قط تغشاني،
  ٤٤ - رماح أذى للحاسدين تنوشني، ... وكف زمان لم تُمد بإحْسَانِ!
  ٤٥ - تنمر لي يا بن الكرام وطالما ... قديماً على حسن العوائد أجراني؛
(٢٩) في «ف»: «حوى قصبات السبق في حلبة العلى وفي كل من النسختين: «من شباب وشبان» وهما بمعنى واحد. وربما كان الأصل: من شباب وشيبان أو: و «شيخان» جمع شيخ.
(٣٢) السلافة: الخمر الجيدة
(٣٣) القوافي السائرات: القصائد الجارية بين الناس؛ و «لبيد» و «حسان بن ثابت»: شاعران مشهوران.
(٣٤) في «ن»: أبثك لي شوقا «و «ثبير» و «ثهلان»: جبلان معروفان.
(٤٠) كيوان: نجم معروف.
(٤٢) الشنئان: الكراهية.
(٤٤) تناوشته الرماح: تناولته. وتناوشوا بالرماح: تطاعنوا.
(٤٥) أجراني: عاملني. و «حسن العوائد» العادات الجميلة الحسنة