لحا الله دهرا
  يقولون ما ألقاك في نار حبّه ... فقلت لهم: لا تعتبوا ... خده القاني؛
  دعوني وذنبي في هواه فخاله ... إلى الحب من طُور المحاسن نَادَاني!
  سأثني عناني نحوه غير سامعٍ ... ملاماً؛ وكيف الكفر من بعد إيمان؟
  ويا شرف الإسلام؛ يا من صفاته ... الحميدة حقا، ما اجتمعن لإنسان؛
  أتتني على بعد قصيدتك التي ... أقر لها قاصي البرية والداني،
  بعثت بها حسناءَ يا خير محسن ... فأطلقت جهدي بين حسن وإحسان؛
  وأرسلتها حوراء مصحوبة الرضى؛ ... فقلت انظروها فهي من حُورِ رضوانِ؛
  «كسرت» قناة «الناصبين» بها كما ... «رفعت» بها يابن الأكارم من شاني،
  فمن أين لي في أن أجاريك طاقة ... وبحرك يأبى أن يُقاس بغدراني؟!
  ولكن من عجز أقابل بالحصى ... قلائد در نظيم و عقيان؛
  توصلت في مدحي إلى مدح ماجد ... به افتخرت أبنا «معد» و «عدنان»؛
  إمام الهدى، رب الندى، واسع الجدا ... مبيد العدى مروي صدى كلِّ عَطشان؛
  فتي حاز شأو المكرمات بهمةٍ ... تريه البعيد الصعب مُستسهلاً داني؛
  فمن كالحسين السيد الندب في الورى ... يشيد العلى والمجد من غير ما واني،؟
  ولما شكوت الدهر يا خير ماجد ... غدوت بقلب من همومي حران؛
  وبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش من أنيابها السم يغشاني؛
  لحا الله دهراً حاربتك صروفه، ... ومالت بطغيان عليك وعدوان؛
  وأنت الذي شرفته ورفعته ... على أعصر مرت قديماً، وأزمان؛
  فمال، ولو وفاك ما تستحقه ... بنى لك بيتاً فوق هامة كيوان؛!
  فلا تبتئس، وابشر؛ فسعدك مقبل ... سيأتيك ما تَهوَى وإن رغم الشاني؛
  وسوف ترى السبع الدراري مطيعةً ... لأمرك فيما تشتهي ذات إذعان.!
  عليك سلام مثل أخلاقك التي ... هي الروض، لا بل زهرها غب هتان.