ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

لحن لم ينشد

صفحة 275 - الجزء 1

  ٣٠ - ندب يجل عن المدائح كلّها ... لو أن شعر العالمين مديح،

  ٣١ - وإذا أشار النَّاسُ نَحوَ مُسوّد ... فهو المشار إليه والملموح،

  ٣٢ - شهم يلاقي النائبات بعزمةٍ ... تدع الشوامخ وهي بيد فيح،

  ٣٣ - وفضائل ما حازَها أحد غَدت ... ولها على شمس النهار وضوح؛

  ٣٤ - وندى كما انهل الغمام، وراءه ... نسب، كما انشق الصباح صريح،

  ٣٥ - يتناقل الأدباء در قريضه، ... فكأنه التهليل والتسبيح،

  ٣٦ - يا أفصح الفصحاء غيرَ مُدافع؛ ... أقلل لمثلك أن يُقال فصيح،

  ٣٧ - إذ أنت للأدباء درة تاجها، ... بل أنت في جسد المعالي روح؛

  ٣٨ - خُذها كما ابتسمت أزاهر أيكة ... قد زانها التهذيب والتنقيح؛

  ٣٩ - غراء تجلب القلوب غرابة؛ ... لم لا ... وأنت بدرها الممدوح؟

  ٤٠ - أشكو عظيم جوى إليكَ مُضاعفاً، ... لي من سموم سُمُومِه تَلْوِيحُ،

  ٤١ - وصروف دهر «يا بن أحمد» لم يَزَلْ ... يبدو لهنَّ تَجهم وكلو،

  ٤٢ - فابعث قريضك رقيةً يحيى بها ... قلبي؛ فقد أودى بهِ التَّبريح.


(٣١) الملموح: المنظور اليه

(٣٢) في «ف»: «يلاقي الحادثات». والفيح: المفرد أفيح ومؤنثه: فيحاء: ذو الفيح والسعة.

(٣٤) النسب الصريح: الخالص الشريف.

(٣٦) أقلل لمثلك: أي قليل على مثلك

(٤٠) السم: مثلثة السين جـ سيام وسُمُوم: كل مادة إذا دخلت الجوف عطلت الأعمال الحيوية وسببت الموت أو السقم المميت والسموم بفتح السين: الريح الحارة، وسمتِ الريحُ: أحرقت، والتلويح هنا من لوح الشيء بالنار: أحماه، ولوح العطش فلاناً: لفحة وغير لونه.

(٤١) التجهم والكلوح: العبوس والتكشير.

(٤٢) الرقية: العوذة (التعويذة)؛ وذلك أن يُستعان للحصول على أمرٍ بقوى خارقة. والتبريح: من برح به الأمر: أتعبه وآذاه أذى شديداً؛ وهو البرحاء أيضاً؛ أي الشر والأذى والمشقة والجهد. ويا ليت شعري هل بكى الشاعر الهادي بن أحمد الجرموزي حين اطلع على هذه القصيدة؟ وأخلق بها وبوزنها وقوافيها النائحة الجائحة المبرحة الفصيحة ان توحي للشاعر الصديق بمرثاه حزينة. على شاعر صديق.