قد كان لي جسد
قد كان لي جسد ..
  وقال:
  ١ - دعا فُؤادي يقاسي الشوق والكمدا ... في حب مَن لَم يدع لي حبه جلدا،
  ٢ - لا تتعبا، ففؤادي غير مُمثل، ... إن رمتما منه إصلاح الذي فسدا،
  ٣ - أَوْ سَعْتُماه ملاماً في الغرام، وما ... وجدتُما في الهوى بعض الَّذِي وَجَدَا؛
  ٤ - أستودع الله رُوحاً في الهوى تَلِفَتْ، ... وفيه أحتسب الدمع الذي نقدا،
  ٥ - أجريته في ميادين الهوى غَرَراً ... وللغرام مدى ينتهي أبداً؛
  ٦ - وكان لي جسد أودى السقام به ... فها أنا اليوم؛ لا روحاً ولا جسدا؛
  ٧ - نَفْسي الفداء لمعسول اللَّمى غَنِجٌ، ... تعلم الغصن منه اللين والميدا؛
  ٨ - كالظبي حين عطا، والليث حين سطا، ... والغصن حين خطا، والبدر حين بدا؛
  ٩ - حاشا الرقيب؛ فلا وصل أسر به ... منه؛ خلا أنه بالوصل لي وعدا؛
  ١٠ - ما شمتُ منذ أظلت سحب عارضه ... بوارق التغر إلا أمطرت بردا ..
  ١١ - ولا أغازل ريماً من مقلده ... إلا أنازل من الحاظِهِ أَسَدا.
(٣) أوسعتماه ملاماً: أي أكثر تما عليه اللوم وأغنيتماه به
(٤) احتسب الأمر: نوى به وجه الله.
(٥) الغَرَرُ من غرر تغريراً وتغرة بالشيء: عرضه للهلاك. ويقال: أنا غرر منك، أي مغرور.
(٧) اللمى بتثليث: اللام سمرة في باطن الشفه.
(٨) عطا: تناول. والعطو: التناول ورفع الرأس واليدين، وظبي عطو مثلث العين: يتطاول الى الشجر ليتناول منه، وسطا الليث: وثب.