وقفة مع القصيدة التي تأثر بها الزبيري:
  وشعراء، وعن وصف الطبيعة في شعره، والغزل والتشبيب والنسيب والفخر والحماسة، وأن أقف وقفة طويلة عند قصيدته رقم - ٢٧٨ -
  لا نال منك فؤادي ما يرجيه ... إذ كان طول التنائي عنك يُسليه
  سل الصبابة عن جسمي السقيم ولا ... تسل سقامي؛ فان السقم يخفيه
  وهي من روائع شعره، وقد قال جامع ديوانه وهو يقدّم لها: «ومن الناس من يزعم أنّه قصد بهذه القصيدة شخصاً معيناً؛ ولما ذاكرته في ذلك أقسم بالله العظيم ما قالها في معيَّن أبدا، وأن الناسب إليه ذلك متعمد للزور والبهتان، وإنما قالها كما هو شان الأديب؟.
  كنت أريد أن أقف عند هذه القصيدة؛ لا لأنفي أنّه لم ينفّس بها عن كبده المقروحة؛ إذ قد نفث بها وفيها من الأسى والندم والتحسر ما لو كان في جوف بركان لخوى باردا. ولكن لأقول - ورغم قسم الهبل - أنني لا أستطيع أن أصدق أن مثل هذه القصيدة يمكن أن تقال في شخص غير معين ..
  كيف يمكن أن أصدق أن مثل هذه الأبيات:
  لهفي على غرّ أبيات مدحت بها ... من لو هجوتُ لأرخصت الهجا فيهِ
  لهفي على ثوب عزّ نشره عطر ... ألبسته لشقائي غير أهليه
  حبرته في بخيل نقش درهمه ... الله من أعين السؤال يحميه
  تكاد تسجد للدينار جبهته ... بخلاً، ويعبده من دون باريه
  قد قالها في شخص غير معين لا يعرفه، عاشره وعاش معه ومدحه؟ لا .... ولا أستطيع أن أصدق بسهولة أن قوله فيها:
  أزها من الديك إذ يمشي على صلفٍ ... له جناحان من كبر ومن تيه
  لا حلم فيه، ولا عقل، ولا أدب ... ولا وفاء إلى المعروف يهديه
  يروم شأو العلى؛ والبخل يقعده ... كأنه طائر قصت خوافيه
  قد أنشأها متلاعباً بالمعاني والألفاظ «كما هو شأن الأديب» ولم يقصد بها شخصاً معيناً أفرط في مدحه، والثناء عليه، ثم ندم فقال: