ناعط
ناعط *
  وقال وقد بات ليلة في ناعط من بلد «الصيد» وفيه مآثر حمريه وكان صحبة مولانا أمير المؤمنين: المتوكل على الله «اسماعيل»؛ واتفق أنه وقع في تلك الليلة برد عظيم، ورياح شديدة يعجز البليغ عن وصف شدتها؛ وذلك في شهر جمادي الأخرى سنة أربع وسبعين وألف (١٠٧٤ هـ) وضمن فيها بيتي «أبي الطيب»: «في ليلةٍ من جمادي» والبيت الذي يليه: * *
  ١ - الحمد لله نلنا السؤل والأربا ... وأَذْهَبَ اللهُ عَنا الهم والنصبا؛
  ٢ - بالعود من «ناعط» لا كان من بلد ... نلنا العناء به والهم والكربا؛
  ٣ - متى أرى «ناعطا» دون البلاد وقد ... أذكى سنا البرق في أحشائها لَهَبا
  ٤ - لا ينظر المرؤ منه قصد ناحية ... إلا رأى منه أو من أهله عَجَبا؛
  ٥ - قوم لَهُمْ خَلَقَ تَشْقى العيونُ بِها ... سود المعارف؛ لا عُجْماً ولا عربا؛
  ٦ - وقد وجدت مكان القول ذا سعةٍ ... فقُل بما شئت، لا زوراً ولا كذبا؛
  ٧ - وقف أبثك بعضاً من عجائبه، ... واسمع فعندي منه للسميع نبا،
  ٨ - جزنا به والشتا مُلْق كلاكِلَهُ، ... والبرد من فوقه قد شقق الحجبا؛
(*) أورد جامع الديوان في «ف» ديباجة طويلة لهذه القصيدة رقم - ٢١٤ - وجدها بخط الشاعر صاحب الديوان يصف الرحلة وما جرى فيها وأورد قصيدة الشاعر أحمد بن صالح بن أبي الرجال كاملة وأثنى عليها ورضي بحكمها وسنوردها ضمن ما عثرنا عليه من رسائل «الهبل» في آخر الديوان انشاء الله.
(**) لا يوجد هذان البيتان في ديوان المتنبي المطبوع «شرح البرقوقي» والموجود فيه على هذا الروي قصيدة مطلعها: «دمع جرى فقضى في الربع ما وجبا» ص - ٢٣٧ -. وثلاثة أبيات في ص - ٢٧٣ - ج - ١ - ولدي نسخة من ديوان المتنبي خطية كتبت سنة ١١٤١ هـ ليس فيها هذان البيتان أيضاً ولكن فيها قصائد لا توجد في الديوان المطبوع وهذا يدل على أن هناك شعر للمتنبي لم يطبع بعد. وقد أخفته الأهواء.
(٥) الخلقة: الهيئة والشكل والجمع خلق. المعارف: الوجوه، والواحد؛ معرف.