ناعط
  ٩ - «في ليلة جمادى ذات أندية ... لا ينظر المرؤ من ظلمائها الطنبا»؛
  ١٠ - «لا ينبح الكلب فيها غير واحدةٍ ... حتى يلف على خيشومه الذنبا»!
  ١١ - قد نشر الجو رايات الرياح به، ... وأرسل الفرّ فيه عسكراً لجباء؛
  ١٢ - وشن غاراته حتى أثار به ... حرباً ضروساً تثير الويل والحرباء؛
  ١٣ - وغيم النقع من ركض الرياح به، ... حتى تقنع. منه الجو وانتقبا؛
  ١٤ - واستقبلت خيم الأجناد جاهدة ... في كسر كل عمود كان منتصبا
  ١٥ - وأطفأت كل نارٍ في الخيام فلو ... أن الجحيم يلاقي بردها لخبا؛
  ١٦ - والخيل خاشعة الأبصار خاضعةً ... لا تستطيع لما قد نالهَا هَرَبا؛
  ١٧ - ما يطرحون لها في الأرض من عَلَف ... إلا وراح بأيدي الريح منتهبا؛
  ١٨ - وكل شخص صريع لا يطيق قوى، ... قد لفت الريح منه الرأس والركبا؛
  ١٩ - أما الطعام فمثل الماء في عدم ... لا نستطيع له في حالة طلبا؛
  ٢٠ - ظللت أبكي «ربيعاً» في جوانبه، ... حزناً وأنشد في أرجائه «رجبا»
  ٢١ - وقلت للركب هبوا لا أبا لكم ... قد جاء ما وعد الرحمن، واقتربا ..!
  ٢٢ - فاسمع لشيء يسير من عجائب لا ... تُحصى، ومن يدعي حصراً فقد كذبا.
  * وأجاب عنها القاضي شمس الدين أحمد بن صالح(٢٤) بن محمد بن أبي الرجال بقصيدة أولها:
  يا من صبا حين هبت في السحيرِ صَبَا ... ما أنت أول قلب للنَّسيم صبا؛
  ومنها:
  فقل لنجل علي أنت يا ولدي ... وافقت يوماً بموج الريح مضطربا.
(٢٤) تراجع ترجمته في: أعلام الديوان
(٩) ذات أندية: ذات أمطار؛ والمفرد: ندى والطنب حبل طويل يشد به سرادق البيت.
(١٠) الخيشوم: الأنف.
(١١) القر: البرد. واللجب: ذو الجلبة والكثرة.
(١٢) الحرب الضروس الحاطمة المهلكة. والحَرَبُ: الهلاك.
(١٥) خبا: حمد.
(*) أورد جامع الديوان في «ف» قصيدة ابن أبي الرجال كاملة وعدد أبياتها - ٥٢ - بيتاً فاخر فيها بحمير وملوكها، وأمجاد اليمن قديماً ومواقفهم في «صفين» الخ.