ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

وإذن: فأين ديوان الهبل الحميني؟

صفحة 41 - الجزء 1

  كمْ أَكتُم لوعتي، وكم أخفيها؟ ... والدمع إذا جرى دماً يبديها!

  يا مالك مهجتي رويداً بشج ... ها مهجته لديك؛ فانظر فيها

  فيبدع ويحسن جهدَ الإبداع والإحسان؛ ثم لا يكون له في هذا الفن «الدوبيت» إلا هذه المقطوعة النادرة؟

  أما أنا فلا أستطيع أن أصدق أن مثل ذلك يكون!

  وإذن ... فأين شعر «الهبل» الدوبيت؟

  أين ما لا يزال موؤداً من شعره الحكمي؟ وأين ديوانه الحميني؟

  وأين «الدوبيت» يا أدباء اليمن؟

  ومما ينبغي الإشارة إليه ما ورد في تقديم جامع الديوان للقصيدة «البائية» رقم - ٣١ - وذلك في النسخة «فـ» فقد قال إنّها أولى قصائد الهبل العلوية؛ وأنه قد أنشدها في غرة شهر رمضان سنة ١٠٧٥ هـ - ونحن نعلم أنه توفي سنة ١٠٧٩ هـ - فتكون كل قصائده العلوية والزيدية قد نظمها بعد أن جاوز السادسة والعشرين، وفي بحر ثلاث سنوات وبضعة أشهر، وربّما فراراً من المديح الذي لم يربح منه شيئاً ... أو تذكيراً للحكام بصفات من عليهم أن يتخذوا منهم قدوة في الحكم والسلوك.

  وبعد فإن الشاعر إنما هو شعره وهذا هو الهبل في شعره الذي لم يشغل اليمنيين شعر أي شاعر في تاريخهم الأدبي كما شغلهم، أقدمه للناس وأنا على يقين بأنني لا أخدم فقط اليمن وآدابها بل وكل من ينطقون العربية ويعشقون فنونها الجميلة.

  ولن يفوتني - وقد فاتني الكثير مما كان علي أن أذكره - أن أشير إلى أن أوّل ما شاع الحديث في صنعاء عن طبع ديوان الهبل كان سنة ١٣٥٧ هـ - / ١٣٣٩ م، وأن الإمام يحيى ورئيس وزرائه عبد الله العمري قد كلفا السيد الشاعر محمد عبد الرحمن كوكبان أن يرتبه وينقحه ويحذف منه ما يدل على «جاروديته» مما قد يضر بسمعة المذهب الزيدي، هكذا سمعت يومها؛ ولا أدري ماذا صنع السيد محمد كوكبان بالديوان؟ ولا أين نسخته؟ التي اشتغل بها زمنا. واعلم أيضاً أن زميلي الشاعر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الشامي كان قد كُلّف من قبل الإمام أحمد