ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

عقيلة المجد

صفحة 504 - الجزء 1

عقيلة المجد

  واقترح عليه من يجلّ قدره لديه أن يقول مرثاةً في الشريفة الطاهرة، ذات الحسنات الباطنة والظاهرة، «زكية بنت عبد الرب⁣(⁣٢٩)» والدة السيد الأكمل الحسين بن الحسن ابن أمير المؤمنين المنصور بالله فقال:

  ١ - يا عين؛ أمّا لهذا الحادث الجلل ... شقي غَمَامَكَ عَن مُسْتَرسل هَطل؛

  ٢ - وفجري من ينابيع الدموع إذاً ... بحراً، ولا تقنعي مِنْهن بالوشل،

  ٣ - والنوم لا تصليه واهجريه أسى ... فَالسُّهْدُ في مثله فرض على المقل؛

  ٤ - وأنت يا قلب إن لم تنصدع أسفاً ... بين الضلوع فَسِرْ عَنْهنَّ وانتقل:

  ٥ - وأنت يا صبر ولي الظهر مُنْهَزِماً ... فقد أتتك جيوش الحُزْنِ عَنْ كَمَل؛

  ٦ - فقد رزينا بمَنْ هُدَّتْ لِمَصرعها ... شم الشوامخ، وانهدت ذرى القلل؛

  ٧ - شمس الظهيرة؛ إلا أنّها أبداً ... ما استوطنت قط إلا دارة الحمل!

  ٨ - غابت فأصبح ظل الجود منتقلاً؛ ... «وهل سمعت بظل غير منتقل»؟

  ٩ - وأشعرت إذ تولّت في جوانحنا ... «حربا» تُحدث عن «صفين والجمل»!


(٢٩) تراجع ترجمتها في: أعلام الديوان


(١) هطل المطر: نزل متتابعاً عظيم القطر. والمسترسل. المتسع الدائم.

(٢) الوشل: القليل من الدمع.

(٦) في «ف»: «فقد رزينا التي هدت»! والقلل: الجبال.

(٧) الدارة: الهالة. والحمل: برج معروف، وهو من أبراج الربيع.

(٨) العجز من «لامية العجم» للطغرائي وصدره: «ترجو البقاء بدارٍ لا ثبات لها».