عقيلة المجد
  ١٠ - وقام كل نبيه القدر يندبها ... بكل مبتكر الألفاظ مرتجل:
  ١١ - مَنْ لِلأرامل والأيتام يوسعهم ... بذلاً إذا ضن كف الغيث بالبلل؟
  ١٢ - ومن يجير طريد الحادثات؟ ومَن ... يُرجى لتصديق حسن الظن والأمل؟
  ١٣ - ومن يجود على العافين إن وقفوا ... من رسم إحسانها العاني على طَلَل؟
  ١٤ - كم لوعة أودعت إذ ودعت وأسى ... يزول منها «ثبير»، وهي لم تَزَل؛!
  ١٥ - بكت عيون المعاني بعدها حزناً ... وكشر الدهر عن أنيابه العظل،
  ١٦ - فانف المنام، وقل للدهر نَمْ؛ فَلَقَدْ ... «رميت يا دهر كف المجد بالشلل»؛
  ١٧ - وقد فتكت بشمس لو تُقاس بها ... شمس الظهيرة لم تنحط عن زُحل؛
  ١٨ - وروضة لم تحاذر بطش حارسها، ... وطالما منعت بالبيض والأسل؛
  ١٩ - وقد تعمدت إرغام الأنوف بما ... أبديت من خطا محض ومن خطل،
  ٢٠ - جليلة القدر فازت عند خالقها ... بحسن ما ادخرت من صالح العمل؛
  ٢١ - وأسكنت جنّة الفردوس خالدة ... تميس في حبر الرضوان والحلل؛
  ٢٢ - عقيلة المجد؛ ما بين «النبي» زكت ... أصلاً وبين أمير المؤمنين «علي»!
  ٢٣ - «أم الحسين» الذي سارت مكارمه ... في الخافقين مسير الشمس والمثل؛
  ٢٤ - ملك لديه عهود الجودِ مُحكمة ... يحول صبغ الليالي وهي لم تحل؛
  ٢٥ - تُقصر الصيد عن إدراك غايته ... سعياً ويُدركُها مَشياً بلا عَجل.
  ٢٦ - إن تَلْقَهُ تُحْظَ منه في نَدى وردى ... بالزاخر العذب أو بالفارس البطل؛
  ٢٧ - من معشر ثاقبي الأحساب همتهم ... بلوغ غاية مجد السادة الأول؛
  ٢٨ - من سائري الذكر في شام وفي يمن؛ ... من باذلي الجود في حاف ومنتعل؛
  ٢٩ - من حافظي الدين من رأي الغُلاةِ، وما ... عَسَاهُ ينجم من زيغ ومن زلل،
(١٥) في كلّ من النسختين: «العُظُل» بالظاء المعجمة؛ من عظل يعظل: تراكب بعضه فوق بعض،
وفي «ن»: «عن أنيابها»، وأرجح أنها «بالضاد» المعجمة على وزن «صرد» والعضلة هي الداهية. وجمعها عضل.
(٢٢) العقيلة: من النساء: الكريمة المخدّرة، وعقيلة البحر: درته.
(٢٩) الغلاة: من غالى مغالاة في الأمر أو المذهب تشدّد وجاوز الحد؛ والواحد: غالٍ. ونجم: ظهر.