ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

علي بن سعيد الهبل

صفحة 510 - الجزء 1

علي بن سعيد الهبل⁣(⁣٣١) ..

  وقال يرثي العلامة المجاهد جمال الدين علي بن سعيد الهَبَل وأخبرني «الصنو» جمال الدين علي بن أحمد بن سعيد الهبل⁣(⁣٣٢) أن «الصنو» شرف الدين الحسن بن علي وقف بعد دفن القاضي علي بن سعيد على قبره بعد انصراف النّاس منفرداً وأنشأ هذه المرثاة في الحال على القبر؛ ولم يكن ثمة دواة ولا قرطاس فكان يكتب الأبيات على التراب وما كتبه تحفظَهُ وأملاها عليهم بقية يومه:

  ١ - أتدري مَنْ تخرمتِ المنونُ؟ ... ومن أرقت لمصرعه العيون؟

  ٢ - ومَنْ ذا أثقل الأعناق حملاً ... وخف لحزنه العقل الرصين؟

  ٣ - ومَنْ مَلاً القلوب أسى وحزناً ... فكل فتى لِمَصرعه حزين؟!

  ٤ - وَمَنْ في جنة الفردوس أضحى ... لديه الظل، والماء المعين؟

  ٥ - وأي هلال أفق غاب عنه ... وكان لأفقه أبداً يزين؟

  ٦ - أتدري يا زمانُ بِمَنْ دَهتْنا ... صروفك؛ أَنَّكَ الزمن الخؤون؟

  ٧ - وأنك بالذي أحدثت فينا ... جدير أن تُساءَ بِكَ الظَّنون؛!

  ٨ - لَئِنْ كدرت من عيش البرايا ... فمبدأ خلقهم مَاء وطين؛!

  ٩ - هوى البدر الذي قد كان حقا ... به نور الهداية مستبين؛


(٣١) و (٣٢) تراجع ترجمتها في: أعلام الديوان


(١) تخرمته المنية، واخترمته: أخذته واقتطعته.

(٢) خف: طاش

(٤) الماء المعين: أي الماء الجاري.