ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

علي بن سعيد الهبل

صفحة 511 - الجزء 1

  ١٠ - هوى الجبل الذي قد كان يأوي ... إليه الملتجي والمستكين،

  ١١ - مضى القوم الذي قد كان ذخراً ... تناط به الحوائج والشؤون؛

  ١٢ - فأي سحاب دمع ليس يهمي؟ ... وأي حصاة قلب لا تلين؟

  ١٣ - وليس يرد سهم الموت درع ... مُزَردة، ولا حصن حصين،

  ١٤ - سقيت الغيث قبراً حل فيه ... تقى وعلى، وإيمان، ودين؛

  ١٥ - ثوى فيك الذي ما كان يُلْفَى ... له في كل مكرمة قرين؛

  ١٦ - رجعنا عن ثراه بجيش حزن ... له في كل جارحة كمين،

  ١٧ - وأجرينا جياد الصبر عنه؛ ولكن شوط مرزئه بطين.

  ١٨ - فيا لك ميتاً قد بانَ عَنَّا ... تكادُ لِبَيْنِهِ الأَحشا تَبِينُ؛

  ١٩ - وآه لِطول بعدك من حبيب ... وهل يجدي التأوه والحنين؟

  ٢٠ - وَوَالهفي عليك وقد تدانى ... خروج الروح، وانقطع الأنين،

  ٢١ - وأسكنت التراب برغم قوم ... محلك في قلوبهم مكين.!

  ٢٢ - يكاد النوم أن يغشى الأماقي، ... فتلفظه لذكراك الجفون؛

  ٢٣ - أَهَنَّا إِذْ دُفنت عقود دمعٍ ... مخبأة لغيرك لا تهون؛!

  ٢٤ - وكلفنا الجوانح عنك صبراً، ... فقالت لا قرار ولا سكون؛

  ٢٥ - وخانتنا بك الأيام لكين ... بحسن الصبر بعدكَ نَسْتَعينُ!

  ٢٦ - وكيف الصبر عنك أو التسلي؟ ... جميل الصبر بعدك لا يكون؛

  ٢٧ - فهل يدري سَرِيرُكَ مَنْ عَلاهُ؟ ... علاه العلم أجمع واليقين؛

  ٢٨ - وهل يدري ضريحك من تغشى، ... ومن وهو تَحْتَ تُربته دفين؟

  ٢٩ - قرنت بصالح الأعمال فيه، ... وحسبك أنّه نعم القرين؛


(١١) القرم: السيد العظيم. وتُناط: تُعلّق.

(١٧) البطين هنا: البعيد يقال: «شأو بطين» أي بعيد. ومرزئه: مصابه العظيم.

(٢٠) وانقطع الأنين: هكذا في الأصل والمعنى مستقيم وربما كانت «الوتين» والوتين: عرق في القلب اذا انقطع مات صاحبه.

(٢٧) السرير: النعش قبل أن يحمل عليه الميت.