علي بن سعيد الهبل
  ١٠ - هوى الجبل الذي قد كان يأوي ... إليه الملتجي والمستكين،
  ١١ - مضى القوم الذي قد كان ذخراً ... تناط به الحوائج والشؤون؛
  ١٢ - فأي سحاب دمع ليس يهمي؟ ... وأي حصاة قلب لا تلين؟
  ١٣ - وليس يرد سهم الموت درع ... مُزَردة، ولا حصن حصين،
  ١٤ - سقيت الغيث قبراً حل فيه ... تقى وعلى، وإيمان، ودين؛
  ١٥ - ثوى فيك الذي ما كان يُلْفَى ... له في كل مكرمة قرين؛
  ١٦ - رجعنا عن ثراه بجيش حزن ... له في كل جارحة كمين،
  ١٧ - وأجرينا جياد الصبر عنه؛ ولكن شوط مرزئه بطين.
  ١٨ - فيا لك ميتاً قد بانَ عَنَّا ... تكادُ لِبَيْنِهِ الأَحشا تَبِينُ؛
  ١٩ - وآه لِطول بعدك من حبيب ... وهل يجدي التأوه والحنين؟
  ٢٠ - وَوَالهفي عليك وقد تدانى ... خروج الروح، وانقطع الأنين،
  ٢١ - وأسكنت التراب برغم قوم ... محلك في قلوبهم مكين.!
  ٢٢ - يكاد النوم أن يغشى الأماقي، ... فتلفظه لذكراك الجفون؛
  ٢٣ - أَهَنَّا إِذْ دُفنت عقود دمعٍ ... مخبأة لغيرك لا تهون؛!
  ٢٤ - وكلفنا الجوانح عنك صبراً، ... فقالت لا قرار ولا سكون؛
  ٢٥ - وخانتنا بك الأيام لكين ... بحسن الصبر بعدكَ نَسْتَعينُ!
  ٢٦ - وكيف الصبر عنك أو التسلي؟ ... جميل الصبر بعدك لا يكون؛
  ٢٧ - فهل يدري سَرِيرُكَ مَنْ عَلاهُ؟ ... علاه العلم أجمع واليقين؛
  ٢٨ - وهل يدري ضريحك من تغشى، ... ومن وهو تَحْتَ تُربته دفين؟
  ٢٩ - قرنت بصالح الأعمال فيه، ... وحسبك أنّه نعم القرين؛
(١١) القرم: السيد العظيم. وتُناط: تُعلّق.
(١٧) البطين هنا: البعيد يقال: «شأو بطين» أي بعيد. ومرزئه: مصابه العظيم.
(٢٠) وانقطع الأنين: هكذا في الأصل والمعنى مستقيم وربما كانت «الوتين» والوتين: عرق في القلب اذا انقطع مات صاحبه.
(٢٧) السرير: النعش قبل أن يحمل عليه الميت.