أحمد بن ناصر المخلافي:
  «على جلالة قدره» مِثْلُ وزيره «المخلافي» ... مثل «شاعرنا الهبل» ... شأن سائر «دعاة الحق» «ممتحنون» في نظر الإمام الشوكاني «لا يترقبون الفرص»؛ أما صاحب المواهب فيقول الشوكاني (جـ - ٢ - ص - ٩٧ - البدر الطالع):
  «الإمام المهدي محمد بن أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم ولد في سنة ١٠٤٧ هـ - في سابع جمادى الآخرة منها، وكان بعد موت والده (ممدوح الهبل) أحد الرؤساء الأكابر في الديار اليمنية، وولى الخلافة بعد موت الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل إسماعيل بعد نزاع شديد وحروب طويلة، واجتمع لحربه أكابر سادات اليمن من أقاربه وغيرهم وحصروه وكادوا يحيطون به وبمن معه فخرج إليهم بمن معه من الأجناد وهم اليسير فهزمهم وأسر جماعة. من أكابرهم وشرد آخرين، ودانت له اليمن وصفا له الوقت ولم يبق له مخالف إلا قهره، ونازعه بعد ذلك جماعة فغلبهم وسجنهم كالسيد يوسف بن المتوكل، والسيد/حسين بن الحسن بن الامام وهو عمه؛ وغير هؤلاء، والحاصل إنه ملك من أكابر الملوك؛ كان يأخذ المال من الرعايا بلا تقدير، وينفقه بلا تقدير، وكانت اليمن (تأمل) من بعد خروج الأتراك منها إلى أن ملكها صاحب الترجمة مصونة من الجور والجبايات وأخذ ما لا يسوغه الشرع، فلما قام هذا أخذ المال من خله وغير حله فعظمت دولته، وجلّت هيبته وتمكنت سطوته، وتكاثرت أجناده، وصار بالملوك أشبه منه بالخلفاء» ثم قال «وكان سفّاكا للدماء بمجرد الظنون والشكوك وقد قتل عالماً بذلك السبب وشاع على الألسن أنه كان يأتيه في الليل من يخاطبه بأن يقتل فلاناً، وينهب مال فلان، ويعطي فلانا، ويمنع فلاناً فإذا كان النهار عمل بجميع ذلك؛ ولعل هذا المخاطب له (تأمّل) من مردة الجن؛ وكان يميل إلى أهل العلم ويجالسهم ويتشبه بهم وربما قرؤا عليه ولم يكن عالماً، ولكن كان يحب التظاهر بالعلم فيساعده على ذلك علماء حضرته رغباً ورَهَباً؛ وله تصنيف سماه «الشمس المنيرة» في مجلّد لطيف وقفت عليه وفيه نقل مسائل من مؤلّفات جد أبيه الإمام القاسم بن محمد ولكنها غير مرتبة، ولا منقولة على أسلوب، بل لا يدري المطلع على ذلك الكتاب ما موضوعه ولا ما غرض مؤلّفه، وسبب ذلك كون مؤلّفه ليس من العلماء؛ ومع هذا فكان يقرأه عليه جماعة من أكابر العلماء وليس