ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

رسالة عن أمير إلى أمير

صفحة 577 - الجزء 1

  وينهي ورود «المشرّف»؛⁣(⁣١) الَّذي أسفر عن أفق الطرس بدرا. وجرى من رقته في روض البلاغة نهرا، وأَسْمَعَت كلماته من به صمم، وأَتَمَّتْ به أَهلُ الأدب كأنَّه عَلَم، واحتوى صاحبه على الأدب برمته، وانقاد له «ذو الرمة» برمته، وأرانا بديعه «البديع»، فما أحق من عارضه «بالتدبيج» و «الترصيع»، من تلقاء الصنو الأديب، الجامع من معالي الكمال كل معنى غريب، كعبة المجد التي إليها حج الأفاضل واعتمارها، وروضة الأدب المتدلّية ثمارها، شرف الإسلام المؤيد، وركن الدين المشيّد، وواسطة عقد الآل المنصد، الحسين بن يحيى بن أحمد، حرس الله مقامه الذي لا يُشارك في فضيله، وسوحه الذي لا يزال المجد أبداً نزيله، ومربعه الذي تُشدُّ إليه الأكوار، وتُقتبس من مطالع بدوره الأنوار، والله تعالى يهدي إلى مقامه على بعد المزار، وتنائي الدارِ من الدار؛

  سلاماً ألذ من السلسبيل ... وأحلا من الوصل بعد الصدود،

  كَعَودِ الشباب، ورشف الرّضاب، ... وكَسْر الجفون، وضم القدود،

  ورحمات غوادي رائحات، ومسرات باقيات صافيات، وإن ذلك المرقوم، والمسطور المزري بالدر المنظوم،

  أتاني والفؤاد رهين شوق ... فسرى بعض وجدي واشتياقي

  وقلت لَعَلَّه من فضل ربي، ... يكونُ لَنَا مقدمة التلاقي؛

  وهيهات لا يشفي ما بالقلوب، إلا الاجتماع بمشيئه علام الغيوب، وما ذاك على الله بعزيز.

  هذا ومحبكم في نعيم يقصر عنه باغ شكره، وتضعف عن حصره قُوَى نظمهِ ونثره، فلله الحمد كما يحب، وله الشكر كما يجب، خلا أن صفو ذلك النعيم متكدر بالفراق، ووجهه متغير بعدم التلاق:

  يا حسن وقت لنا تقضى ... بقربكم مرَّ كالنسيم،


(١) في صنعاء يسمون الخطاب أو الرسالة «مشرف» فيقولون وصل «مشرفكم» أي خطابكم.