رسالة عن أمير إلى أمير

  ووجدت بخطه ما لفظه:

  صورة ما كتبته عن سيدي علم الدين القاسم بن أحمد ابن أمير المؤمنين حفظه الله إلى السيد الحسين بن يحيى بن أحمد⁣^(⁣٣٨) عافاه الله.

  ﷽. الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله.

  يقبل الأرض إعظاماً وإجلالا ... صب تحمل من هجرانكم مالا؛

  «أنكرتُم» حاله من بعد «معرفة» ... به، وكيف وقد «ميزتم» «الحالا»

  يخفي الأسى ولسان السقم يظهره ... والدمع يضربه للناس أمثالا،

  الله في مغرم أنحلتموه أسى؛ ... ما خان عهدكم يوماً ولا حالا،

  ما زال يندب مذ زمت ركائبكُمْ ... منازلاً أقفرت منكم وأطلالا.!

  متيم أنحله الشوق، وأتاه الأسى من الجهات الست لا أخص من تحت ومن فوق، أما دمعه فمطلق، وأما نومه فمطلق، وأما قلبه «فكليم» «بموسى» الفراق، وأما صبره فمحلول من الوثاق، وأما ركائب شوقه فلا تزال تحن إلى يوم التلاق:

  يا هاجرين ولا ذنبٌ ولا سَبَبُ ... ترفّقوا بفؤاد ليس يحتمل؛

  حملتموني من أفراط هجركم ... ما ليس يحمله سهل ولا جبل!؟

  لان جفوتُم فباب العذر متسع، ... وإن قطعتُم فَحَبْلُ الود متصل،

  أليس من عجب أني أبتُ لكُم ... شوقي وعندكم التفصيل والجمل.

(٣٨) تراجع ترجمته في: أعلام الديوان