رسالة بالنيابة
  أسامياً لم تزده معرفةً ... وإنما لذه ذكرناها
  لا زالت أحواله محمودة المصادر والموارد، وأخلاقه صافية الحياض لكلّ وارد، وعليه سلام تتفتق رياضه، وتتدفق حياضه، وتشرق شموسه وبدوره، وتفضح عقودا للآلئ المنظومة شذوره، وبعد القاء هذه النطاقة(١) في شريف حضرته عَصَى الأَسفار، ومثولها في منيف عقوتِه التي قدس سرها عالم الأسرار، تقبل شريف تلك الأرض، وتُؤدّي هناك من الصلاة والتسليم أكيد الفرض، ثُمّ تُنهي ورود «المشرف» الذي كادت بيوته تنطق بالسحر، وكادَ أَنْ يَبْيض من نورها الحبر، وفاحت فأرخصت الغوالي، وكادت تشرق مصابيح معانيها من غرف بيوتها العوالي،
  حكت أخلاق مُرسلها وأهدت ... شذى أذكى من المسك الفتيت،
  تكاد بهن أبكار المعاني ... من الإعجاب ترقص في البيوت!
  متحملاً دعاء العيد الجليل، والوقت الفضيل، والموسم الذي جعل الله تعالى فيه تجارة التقوى رابحه، ونسائم الرحمة والغفران على عباده الصالحين غادية رائحة، عيد النحر المشهور، وموسم الأجر المبرور، والله المسؤول أن يلبي دعاه، ويستجيب نداه، ويعيده إلى أمثاله، في أحمد أحواله، وأنجح آماله، وأجمل عاداته، وأمل سعاداتِه، في نعم لا يتكدر ورودها، وقسم لا تذوى ورودها، وإنعام واسع، وإفضال متتابع، وسعد جديد، وجد سعيد، ما طلع في سماء الملك بدرا، وفاضت يداه على العافين بحرا؛ إنه جواد كريم، سميع عليم.
(١) هكذا في الأصل النّطاقة ولعلها البطاقة» معنى؛ أو تصحيفا.