رسالة شكر
رسالة شكر
  ووجدت بخطه ما لفظه؛
  تفضل علي سيدي المالك علم الدين القاسم بن أحمد بن أمير المؤمنين حفظه الله بنقل قصيدة كان قد وعدني بها فكتبت إليه شاكراً لإحسانه، مثنياً على كرمه وامتنانه ما هذا صورته؛
  ﷽. الحمد لله وصلى الله على محمد وآله وسلّم؛
  وفيت ولم تزل بالوعدِ وفيا، وقضيت فرض الفتوة ولم تبرح فتى أريحيا، وأتيت من الوفاء بما أنت أهله، ومنحت فضلاً من غمام نائِلِكَ ما عُرِفَ وبله وطله، وفي رياض كرمِكَ بَسَقَ فرعُه وأَصله، لا برحت لابساً مِن الحَمدِ بروداً لا يخلقها الزَّمانُ، ولا تُبْلي طرازها الأنيق يدُ الحَدَثان، تستعيرُ منك الملوك كل مكرمة، ويهتدون بنجوم آرائك في دياجي الخطوب المظلمة، ويستسقُون غمام نائلك، ويستشفون من نوائب الزمانِ بلَثْم أناملك، ويستجيرونَ بعد لك من جور العدل العبوس، ويأمنون بكلايتك مما يخافون من الضراء والبؤس، والقصيدة التي تشرفت بأن تولّت أناملك الشريفة تطريزها، وصاغت كفك الكريمة إبريزها، وظلت تجرّ ذيل الافتخار، وتنافس في العُلُوّ والضيا شمس النهار، وتتيه على الروض الأنيق، وتحاكي بنفحتها نفحة المسك السحيق.
  لم لا وقد وشت مطارفها ... كف المليك الندب ذي الكرم،؟
  كف إذا برزت لمكرمة ... يهدي سناها في دجى الظلم
  غراء ما خُلِقت أَنَامِلُها ... إلا لحمل السيف والقلم،
  ترجو لَها طول البقا أمم ... بوجودها أمنت من العدم(١)
(١) ربما إن الناسخ اختصر الرسالة فوردت مبتورة.