ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

مضى «الحسن» السامي:

صفحة 588 - الجزء 1

  رؤوف بمَن لِلآل أَضْحَى موالياً؛ ... رحيم، وفي عين العدو مهيب،

  هو العلم السامي فخاراً وسؤدداً، ... فما إن لَهُ في العالمين ضريب،

  محب لأهل البيت؛ غير معرج ... على غيرهم، ماضي الجنان صليب!

  فكَمْ غُررٍ مِن نظمه في مديحهم ... يُقصر عنها «أحمد» و «حبيب»؛

  ففارقنا والْعَيْنُ يَهْمِلُ دَمعُها، ... وفي القلب من حزن عَليهِ لَهِيبُ،

  لعمري لقد سر «النواصب» موته، ... كما ساءنا؛ إن الزمان عجيب؛

  فلا تشمتوايا معشر «النصب واخسئوا ... فنحن إلى دار الفناء نؤوب،

  لَئِن خانَنَا فِيهِ الزَّمان منافساً؛ ... فلا عجب؛ إن الخطوب تنوب،

  لقد نال ما يهواه حقا بجنّة، ... تقر عيون عندها، وقلوب،

  فطوبى لعبد خاشع متضرّع ... إلى الله؛ يخشى ربه، وينيب،

  ويجعل تقوى الله زاداً فإنها ... دواء لداء معضل وطبيب،

  فإن لقاء الله آت، وإن يُرى ... بعيداً لدينا، فالوصول قريب،

  فيا سوءتا إن جاءنا الموت فجأةً ... وقد أثقلت منا الظهور ذنوب؛

  إذا ما عصينا الله عدنا بتوبة، ... ونعصي، وقلنا الله سوف يتوب!

  تولى شباب الدهر عنا وصفوه، ... وضاح به في العارضين مشيب؛

  وجاء نذير الشيب يفتر ضاحكاً، ... وقد آن من شرخ الشباب مغيب؛

  فصبراً «جمال الدين»⁣(⁣١) صبراً فإنّهُ ... ليعطي جزيلاً صابراً ويُثيبُ؛

  ورحمة ربي لا تزال تزوره، ... وتغشاه ما هبت صباً وجنوب،

  لنا بالنبي المصطفى وبآله ... تأس؛ إذا أمر دهي، وخطوب.

  وأما القصيدة الثانية فهي همزية للقاضي العلامة جمال الدين علي بن محمد بن علي سلامة⁣(⁣٤٣) يرثيه أيضا ومطلعها

  «حَسَن مَضَى بمحاسن وسناء ... ومناقب جلست عن الإحصاء


(٤٣) تراجع ترجمته في: أعلام الديوان


(١) جمال الدين: هو والد الشاعر، العلامة علي بن جابر الهبل |.