ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

مضى «الحسن» السامي:

صفحة 587 - الجزء 1

  أمير المؤمنين، حفظه الله بالمعقبات من أمره، وأهدى إليه من السلام ما يكون به قرار عينه وانشراح صدره، وخصه بالتحيّات السنيّات، والبركات الهنيات، وإنها صدرت الأحرف القاصرة بعد وصول كتابه الشافي، ومرقومه الذي ألبسني بُرد السرور الضافي، وأوردني مورد الأفراح الصافي، مصحوباً بالأرجوزة العظيمة، المزرية بالدرر اليتيمة، المحاكية لدراري النجوم، ولآلي العقد المنظوم، والزهور الندية، والنفحات الندية، وظلت تسحب على «ابن وكيع» ذيل الفخر، وتتأرج في أرجاء البلاغة بأطيب نشر، فلله درّ من نظمها عقودا، ووشاها ببيان فكره برودا، والله يحرس تلك الفكرة التي هي صدف تلك الدرر، وروضة ذلك الزهر، ودوحة ذلك الثّمر، وسماء تلك الغرر، ويبقى تلك الشمائل، التي يتمنى النسيم لطفها، والأخلاق التي لا يطيق الفكر وصفها، وكان وصولها ونحن (هنا سَقَطَتْ بقية الرسالة وصفحات ربما كانت تضم رسائل أخرى) وبعدها أورد كاتب النسخة «ف» قصيدتي رثاء الأولى لصديق الشاعر الهبل السيد العلامة محمد بن علي بن صلاح العبالي⁣(⁣٤٢) مطلعها:

مَضَى «الحسن» السَّامي:

  مصاب به آل النَّبيِّ أُصيبوا، ... لنا فيه حظ وافر ونصيب،

  مضى «حَسَن» لما دعاه حمامه، ... وكل لداعي الحادثات مجيب؛

  بدار البقا أضحى مقيماً بلَحدِه، ... وإن الذي في لحده لغريب،

  فيا لك من خطب عظيم مقلقلٍ ... يكاد له الصخر الأصم يذوب،

  وتنهد منه الشامخات لهوله، ... ويسمع منها رنّة ونحيب،

  وأظلمت الدنيا التي كان نُورها، ... وكادت نجوم في السماء تغيب،

  مضى الحسن السامي حميداً مكرّماً ... فقيداً، وحيداً، قد جفاه حبيب!

  ألمعي لوذعي مهذب ... أديب، عليم بالأمور أريب،

  تقى زكي عالم متبتل، ... همام حوى كل الخلال، نجيب،


(٤٢) تراجع ترجمته في: أعلام الديوان