أعلام ديوان الهبل
  اللحية، عظيمها، عبل الذراعين، أشعرهما، فصيح العبارة، سريع الاستحضار للأدلة كثير الحلم، يصبر على المكاره، ويتحمل العظائم، ولا تفزعه القعاقع، ولا تحركه الأهوال، وكان يقدم على الجيوش التي هي ألوف مؤلفة وهو في نفر يسير، ولهذا كانت له العاقبة، وقهر الأعداء، وأزال ملك الدولة العظيمة، ومهد لعقبه هذه الدولة الجليلة، التي صارت من غرر الدهور، ومحاسن العصور؛ وفيهم من هو من أئمة العلم المصنفين ومن أئمة الجهاد المثاغرين، ومن الشعراء المجيدين، ومن الخلفاء الراشدين،! ومن الفرسان المعتبرين ومن الشجعان الفائقين، وقد اشتمل هذا الكتاب «يقصد البدر الطالع» على تراجم جماعة من أعيانهم؛ هم طراز هذه التراجم وتاجها» «البدر الطالع جـ - ٢ - ص - ٤٧ - ٥٠.
  نعم إن الإمام الشوكاني كان صادقاً في وصفه، مخلصاً في قوله، وقد أنصف آل القاسم وهو - كما قلت - يجعل كل تقولات المغرضين والمتعصبين مجرد حبر على ورق ولئن أرضى «الهبل» فيما قاله عن «القاسم» العظيم لأنّه لم يعد الحق، ولأن أب «الهبل» وجده وسائر عشيرته كانوا من صفوة أصحابه ... لكنه لم يكن يهمه أن يكون الحاكم شاعراً مجيداً، أو فارساً معتبرا، أو شجاعاً فائقاً.! مثلما كان يهمه أن يكون عادلاً خليفة راشدا، فالعدل أساس الحكم وكل دولةٍ لا تقوم على أساسه سرعان ما تنهار ودليل ذلك. هو أنه لم يمض على وفاة الإمام الشوكاني خمسة عشر سنة الا وقد انهارت «دولته» القاسمية، التي قال أولاً عنها: «وصارت الدولة القاسمية في الديار اليمنية ثابتة الأساس» وقال ثانياً إنها «الدولة الجليلة التي صارت من غرر الدهور ومحاسن العصور»؛ نعم بعد خمسة عشر سنة من وفاة «الشوكاني» حدث ما كان يخشاه الهبل قبل مئتي سنة فقد عاد الأتراك من جديد سنة ١٢٦٥ هـ / ١٨٤٩ م للأسباب التي شرحناها من قبل في المقدمة؛ وكان ما كان فاعتبروا يا أولي الأبصار. وكان العلامة الرئيس الحسين بن علي ابن المتوكل إسماعيل بن القاسم المولود بضوران سنة ١٠٧٢ هـ وهو ممن عارض صاحب المواهب وبايع عمه يوسف كما صنع «المخلافي»، وأسر معه وحبس وعذب ونفي إلى المخا؛ وهو