ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

أعلام ديوان الهبل

صفحة 599 - الجزء 1

  فيأكلون من نبات الأرض، وقد يكابد من الشدائد ما يظن كل أحد أنّه لا يعود بعد ذلك إلى مناجزة الأتراك فبينما هم على يأس من رجوعه إذ هو قد وثب على بعض الأقطار؛ وكان آخر الأمر أنه وقع الصلح بينه وبين الأتراك على أن تثبت يده على ما قد استولى عليه من البلاد وهو غالب الجبال؛ وكان الأمر مات حتى |، فأخرج الأتراك من جميع الأقطار اليمنية أولاده، وصفت لهم الديار اليمنية، ولم يبق لهم فيها منازع، وصارت الدولة القاسمية في الديار اليمنية ثابتة الأساس إلى عصرنا هذا والحمد لله رب العالمين» هذا ما قاله الإمام العلامة محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة ١٢٥٠ هـ ١٨٣٥ م؛ وقد أثبته لأنه كلام شيخ الاسلام، قاضي القضاة، وهو يصوّر ما كان شاعرنا «الهبل» يعانيه من غيرةٍ وفزع وتخوف على ضياع ما كسبه القاسم وأولاده الأشاوس، وأصحابه الذين كان في مقدمتهم آباء الهبل وزملائه وأجدادهم وعشيرتهم بعد طول نصب وعناء ومصابرة لأهوال «الحروب والخطوب والكروب» والتشرد والخوف والجوع. لكي يتمكنوا من إزاحة الجور والظلم والفساد، ونشر العدل والعلم والسعادة على ربوع اليمن وتوحيد أقطارها ... إذا ما تحولت الرئاسة أو الزعامة إلى ملك عضوض مستأثر كما تشير إليه بعض قصائد «الهبل»، وكما أوضحنا في المقدمة ..! نعم أثبت كلام الشوكاني برمته لهذا؛ ولأنه أيضاً يردّ على المتقولين الذين يثبتون مع الحق الباطل فإذا وجد شخص ظالم من أسرة أو طائفة، أو قبيلة، حملوا وزره سائر أسرته، أو طائفته أو قبيلته، كما فعل الأستاذ قاسم غالب والمؤرخ محمد الأكوع في كتابهم «ابن الأمير وعصره» وغيره. والله سبحانه يقول: «ولا تزر وازرة وزر أخرى»! وقد قال الإمام الشوكاني بعد ذلك وفي ترجمته للإمام القاسم كلاماً لوس سمعه «الهبل» «الزيدي» «المتعصب في محبته لأهل البيت» لما كان عنه راضيا! مع انه يجعل كل ما ورد في كتاب «ابن الأمير وعصره» وفي بعض كتب «الأكوع» وتعليقاته مجرد حبر على ورق، يقول الإمام الشوكاني وكان له - أي للإمام القاسم» قوة عظيمة، وهو ربعة، معتدل القامة، إلى السمن أقرب، واسع الجبهة، عظيم العينين، أشم الأنف، طويل