فضيحة الحشر

  وقال رضوان الله عليه في ذلك أيضا:

  ١ - واطول حزني في غدٍ وتَحسّري، ... وفضيحتي في الحشر إن لم تستر؛

  ٢ - واحيرتي؛ إن فاز أقراني غداً، ... ووقفت وحدي وقفة المتحير!

  ٣ - واسوأتي؛ إن أفردَتْنِي حائراً ... أهلي، وأسلمني هنالك معشري؛

  ٤ - والهف نفسي؛ حين تكشف في غد ... عن سوء أعمالي ثياب تستري؛

  ٥ - وَوَدِدْتُ فيهِ عندَ نَشر صحيفتي؛ ... أنّي نُشرت وأَنها لَمْ تُنشر!

  ٦ - يا نفس كم هذا النزوع إلى الهوى؟ ... طال اكتسابك للذنوب فأقصري؛

  ٧ - يا عين ويحك إنَّ أقراني ثووا ... في الرمس فاعتبري بهم واستعبري؛

  ٨ - هذي ديارهم بلاقع بعدَهُمْ؛ ... فَسَلِي البَلاقعَ عَنْهم، واستخبري،

  ٩ - واذري المدامع حسرة وتلهفاً، ... وتغسلي بمياهها، وتطهري،

  ١٠ - فاز الرّجالُ الصَّالحون يسبقهم، ... ولحقت بعدهم الحوق مقصر؛

  ١١ - ما لي غفلت عن المعادِ وشانه، ... وأمنت هول نقاش يوم المحشر!؟

  ١٢ - ما لي عكفت على الذنوب وكَسْبها، ... وأمِنْتُ من تبعاتها أمن البري؟

  ١٣ - وهَصَرَتُ غُصْنُ اللَّهوِ في روض الهوى ... بيد البطالة؛ ليتني لم أَهْصِر!

(١) «وا»: تأتي حرف نداء مختصاً بالندبة.

(٥) نُشِرْتُ: نُحِتُ بالمنشار.

(٨) البلقع: الأرض القفر. ج بلاقع.