ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

نسبه ونشأته:

صفحة 9 - الجزء 1

  عن المَشيخَةِ القُرّح، فضلاً عن الأتراب، وله ديوان شعر فائق وسحر حلال رائق في كل معنى مليح، نهج مناهج الأدباء وجاراهم في رقيقهم وجزلهم، وجدهم وهزلهم، وهو مع ذلك السابق المجلّي، ولقد رأيت له مقاطيع وقصائد باهرة؛ ونفسه أشبه بشعر الأديب الحسين بن حجاج غير أنّه مصون عن الإقذاع، وإنما الفصاحة والنصاعة، وجودة الصناعة، ولقد كان يقال إن ابن حجاج نفسه نفس امرئ القيس بن حجر». ثم اختار من شعره قصيدة: «أين استقر السلف الأوّل» رقم - ٩ - وقصيدة: «أضعت العمر في إصلاح حالك» - الديوان رقم - ٧ - وخمس قطع أخرى، وبعض قصيدته المشهورة: «حتّامَ عن جهل تلوم» - رقم: ٣٣ -» ولقد نقلت كلام ابن أبي الرجال برمته لأنه قد أشار إلى الجحود الذي قاساه «الهبل»، ولقد كان ابن أبي الرجال ممن توسل بهم إلى حكام عصره، وبينه وبين «الهبل» مراسلات؛ شعراً ونثرا، وهو زميل لاخوانه وأولاده آل أبي الرجال كما سترى في الديوان، وفي تراجم الأعلام، ثم إنّه قد شهد له بالبراعة والتفوق ليس على أترابه فحسب بل على الشيوخ الأماثل وذلك يفسر لنا كثرة محفوظات «الهبل»، وسعة اطلاعه، وتبحره في اللغة العربية؛ ثم إنه قد قرنه «بابن الحجاج» وهو الذي قال ابن خلكان في وفيات الأعيان «إنه في الشعر في درجة امرئ القيس، وإنه لم يكن بينهما مثلهما لأنّ كلّ واحد منهما مخترع طريقة»؛ وقال:

  «إن الشريف الرضي اختار من شعر ابن الحجاج ما جانب السخف والمجون فكان شعراً متخيراً حسنا جيدا؛». وحسبنا أن الشريف قد اعتنى بشعره وإنّه رثاه بقصيدة رائعة يقول فيها:

  بكيتك للشردِ السائرات ... تُعنى ألفاظها بالمعان

  وأما الإمام الشوكاني في «البدر الطالع» جـ - ١ - ١٩٩ - فقال: «الحسن بن علي بن جابر الهبل اليماني الشاعر المفلق الفائق المكثر المجيد ولد سنة ١٠٤٨ هـ - وله شعر يكاد يسيل رقة، ولطافة، وجودة سبك، وحسن معاني، وغالبه الجودة، وله ديوان شعر موجود بأيدي الناس. وبعد أن اختار قطعاً منه قال: «وله القصيدة الطنانة التي مطلعها: