مقدمة
مُقَدِّمَة
  ﷽، ربِّ يسر وأعن يا كريم.
  الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه يليق بجلاله وقدسه، لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه، كفى بنا عزّاً أن يكون لنا ربّاً، وكفى بنا فخراً أن نكون له عبيداً، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ندّ ولا مثيل ولا عديل، ونشهد أن محمداً عبدُهُ ورسولُه وأمينُه على وحيه صلى الله وسلم على ذاته المطهرة وعلى عترته الكرام البررة.
  وبعد:
  فإنه لما كان طلب العلم النافع أفضلَ أعمال المؤمن وأولَاها وأبَرَّها عند ربه وأزكاها، كما دل على ذلك القرآن الكريم والسنة المطهرة على صاحبها وآله أزكى الصلاة والتسليم، وطريقة كافة الأنبياء والمرسلين، وأقوال وأفعال أهل البيت المطهرين، والصحابة الراشدين، ومن اقتفى أثرهم إلى يومنا هذا؛ لا يحتاج هذا إلى مزيدِ بيان ولا إقامةِ بُرهان، وكان علم الفقه وفن الفروع من أجلِّها وأنفعها للمرء المسلم، إذ به يَعرِفُ الحلال والحرام، وكيفيَّة شكرِ مُسدي الإنعام، ويسيِّرُ المخلوق حياته وفق منهجية الخالق سبحانه وما ارتضاه له مولاه جل عن كل شأن شأنه، فيقوم بحق عبوديته لله حَقَّ القيام، ويصونُ نفسَه عن التخبطات وركوبِ متن الجهالات والسير في وادي الظُّلُمات، فينجو في يوم السؤال عن الأمانات والقِصَاصِ في جميع الظِّلَامات، فيحمد سعيه، وعند الصباح يحمد القوم السُّرى؛ حداني(١) الشوق إلى ذلك، والأخذ بأسباب النجاة فيما هنالك، بأن ألقي دلوي في الدلاء لأتشبه ببعض نواحي أولئك الرجال عسى ذلك أن يكون سبباً لمجاورتهم في تلك المحالِّ.
  وغيرُ خافٍ على من أنصف أنَّ لأئمةِ أهل البيت $ وأوليائهم الكرام في علم الفقه ومعرفة أحكام الشريعة الحظَّ الأسنى، والنصيب الأوفى، والقِدح الْمُعَلَّى،
(١) جواب (لمَّا) تمت معلقاً.