(فصل) في معاملة الظلمة والفساق
  وَتَحْرُمُ الْمُوَالَاةُ، وَهِيَ أَنْ تُحِبَّ لَهُ كُلَّ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهُ لَهُ كُلَّ مَا تَكْرَهُ لَهَا، فَتَكُونُ كُفْراً أَوْ فِسْقاً بِحَسَبِ الْحَالِ، (ص بِاللهِ) أَوْ يُحَالِفُهُ وَيُنَاصِرُهُ.
  (وَتَحْرُمُ الْمُوَالَاةُ) للفاسق والكافر (وَهِيَ) أي الموالاة (أَنْ تُحِبَّ لَهُ كُلَّمَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ) من جلب نفعٍ أو دفع ضررٍ أو تعظيمٍ أو نحو ذلك (وَتَكْرَهُ لَهُ كُلَّمَا تَكْرَهُ لَهَا) من استخفافٍ أو نزول مضرةٍ أو نحو ذلك (فَتَكُونُ) الموالاة (كُفْراً أَوْ فِسْقاً بِحَسَبِ الْحَالِ) فالكفر حيث تكون الموالاة لكافرٍ وحيث تكون المعاداة لجملة المسلمين أو لواحدٍ لأجل إيمانه، والفسق حيث تكون الموالاة لفاسقٍ وحيث تكون المعاداة لمؤمنٍ لا لأجل إيمانه ولا لمعصية ارتكبها بل ظلماً وعدواناً فإنها تكون معصيةً، قال الإمام (ص بِاللهِ أَوْ يُحَالِفُهُ) بأنَّ عدوَّهما واحدٌ وصديقهما واحدٌ (وَيُنَاصِرُهُ) على عدوه على جهة الإطلاق من كافرٍ أو مؤمنٍ أو فاسقٍ، فإنه يكفر بمناصرة أو محالفة الكافر ويفسق بمناصرة أو محالفة الفاسق على المؤمن، فأمَّا لو كانت المحالفةُ على قتال قومٍ مخصوصين لا لأجل إيمانهم فإنها لا تكون كفراً في حق الكافر ولا فسقاً في موالاة الفاسق بل معصيةً محتملةً، وهو بهذا المعنى موافقٌ لكلام أهل المذهب الشريف صانه الله عن الزيف والتحريف.
  وبتمام هذه التعليقةِ على آخِر عبارةٍ من عبارات هذا الكتاب العظيم لمؤلِّفِهِ الإمام النظَّار والغطمطم التيَّار عمدة الموحدين، وشحاك المعاندين، حافظ العترة وقاموس الأسرة، أحمد بن يحيى المرتضى #؛ تَمَّ هذا التعليق البسيط الملفَّقُ نسأل الله أن ينفع به كما نفع بأصله العباد، وأن يجعله ذخيرتنا ليوم المعاد، وأن يجزي مصنف الأصل عنا وعن الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء، وأن يرفع مقامه في أعلى علِّيِّين، بجوار جده محمد الأمين، والآل المطهرين، وأن يجمع بيننا وبينهم في جنات النعيم، ويمنحنا ما منحهم من الإكرام والتعظيم، إنه المنَّانُ الكريم.
  هذا ومن وقف على زلَّةِ قلمٍ أو هفوةٍ فليصلحها وله من الله جزيل الأجر والمثوبة.
  وافق التمام قبيل فجر يوم السبت السادس من شهر جماد الثاني لسنة ١٤٣٠ هـ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلَّم على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطاهرين.
  بقلم أحقر الورى أسير الذنوب
  المفتقر إلى رحمة وتسديد علَّام الغيوب
  أحمد بن حسن أبي علي عفا الله عنهم آمين.