ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

الشوكاني والهبل وقصة المجموع:

صفحة 11 - الجزء 1

  ومجادلاً ومخطئاً، ومصيبا. وإذن فماله ولمصاولة نقاد الشعر، ولتخطئة المبرزين في معرفته، والذين لا يقيدون أحكامهم بِلَوْ كانَ كذا، أو لولا كذا؛ لكان كذا. والتي كثيراً ما نسمعها ممن يريد أن يضعف، أو يمرض شهادته لصاحب الكمال بالكمال لغرض من الأغراض؛ «لو طال عمر هذا الشاب الظريف، ولو لم يشب صافي شعره بذلك المشرب السخيف، لكان - أي الهبل - أشعر شعراء اليمن بعد الألف على الإطلاق» هكذا قال شيخ الإسلام الشوكاني، ونحن نعلم أن مثل هذا التمريض البياني لا يخطر ببال من لا يتعصبون لغرضٍ، أو ينفعلون بهوى، عندما يؤرخون أو ينتقدون أو يحكمون.

  و «لو» هذه التي يقول اليمنيون إنها «إسم جنّي»، وإنها تفتح باب الشيطان؛ قد نستطيع أن نتقبلها مع كل أمنية أو حُلُم؛ ولكنا لا نستطيع أن نستسيغها ونحن ننقد الشعر والشعراء، ولا نستطيع أن نقبلها من «الشوكاني» وفي شعر «الهبل» بالذات؛ فقصائد ديوانه؛ بلاغةً وفصاحة، وأسلوباً وسبكاً، وتصويراً وتعبيراً، «كلها غُرَر» وإن شابها ما شابها مما لا يرضي الإمام الشوكاني، ولا يرضينا أيضاً.، من الناحية المذهبية، علماً بأنها أبيات معدودة لا تُنْقِص من قيمة الديوان وصاحبه شعرياً لو حذفت، ولا تزيده فضلاً إذا بقيت، وإننا أو غيرنا إذا لم يرض عنها رأياً ومذهباً فلا يستطيع أن لا يعجب بها تعبيراً، وفناً وتصويراً، وعلى هذا استسغنا الكثير من أشعار الفحول في الجاهلية والإسلام. سواء كانوا كفاراً أو فساقاً، أو خوارج أو من فرسان الهزل والمجون، أو كانوا - كالهبل - من الزهاد الأبرار. وسيظل «الهبل» ورغم هذه النظرة الفقهية، أو المذهبية، أشعر شعراء اليمن كما قال الشاعر الناقد يوسف بن يحيى في كتابه القيّم «نسمة السحر» وهو الأقرب إلى الإنصاف والصواب عند دارسي آداب اليمن.

  وموضوعاً آخر أود أن أناقشه مع الإمام الشوكاني وهو الذي علمنا حرية الرأي، وصراحة القول، في نقاش هادئ حينا؛ عنيف حيناً آخر وذلك ما قاله من أن الهبل «لما ارتفعت درجته عند الإمام المهدي أحمد بن الحسن وكان كالوزير له قبل الخلافة وتصدّى للقعود في دستها توفي»! وأنا لا أدري كيف يصدر مثل هذا القول من مثل الإمام الشوكاني؟! ولا أدري من أين استقى هذا الخبر؛! فأستاذ الهبل