شكوى، وإطراء، واستئذان
  ٣٣ - وحووا تراث المجد عن آبائهم؛ ... ووراثة للأولاد،
  ٣٤ - وتبوأوا في المجد أشرف مقعد، ... ورقوا من الجوزاء فوق مهاد؛
  ٣٥ - أَمُبلغَ الأمل الطويل، ووارث ... المجد الأثيل، وملجأ القصادِ؛
  ٣٦ - أمجرد الأسياف لم يُعْمَدْنَ في ... شيء سوى الهامات والأكباد؛
  ٣٧ - لك في العزائم عن سيوفك غنية؛ ... فذر السيوف تقر في الأغماد؛
  ٣٨ - ماذا عسى مدحي المقصر قائل ... وثناك بين غوائر ونجاد؟
  ٣٩ - ما زالَ ذِكْرِكَ حيث كنت مصاحبي؛ ... في كُل رابيةٍ عَلَوْتُ وَوَادي؛
  ٤٠ - فافخر على قوم مَضَوا؛ ما إِنْ لَهم ... في الفخر غير تقدم الميلاد!
  ٤١ - واسمع شكية ذي وداد صادق، ... وأسير فقر ما لَهُ من فادي؛
  ٤٢ - عبد تخطى نحوه صَرْفُ القَضَا؛ ... وَعَدَتْ عليه من الزمان عوادي؛
  ٤٣ - طال البقاء؛ وقد وعدت، ولم تزل ... معطي الأماني، صادق الميعاد!
  ٤٤ - فَانْظُرْ إلى حالي، وعجل أوبتي ... فضلاً، وفك من الخطوب قيادي؛
  ٤٥ - أرسل على أرض افتقاري غارةً ... بسحائب المعروف والإمداد ..!
  ٤٦ - واللبث عندك لم يَطلُ لِمَلَالَةٍ؛ ... أيمل عذب الماءِ قلبُ الصَّادي؟
  ٤٧ - لكن؛ إلى طلب العلوم وكَسْبِها ... طال اشتياقي واستَطَالَ سُهادِي؛
  ٤٨ - أيطيب لي زمني؛ ولم أُجري بهِ ... في حلبة العلم الشريف جوادي؟
  ٤٩ - مولاي؛ قد وافيتُ بابك وافداً؛ ... وعلى الكريم كرامة الوفاد.
  ٥٠ - وركبت مِنْ عَزْمي إليكَ مَطيَّةٌ؛ ... وجعلت ذكرك في المفاوز؛ زادي؛
  ٥١ - وتركت أملاك البرية عن يد؛ ... إذ كنت قبلة مقصدي ومرادي،
  ٥٢ - وطويت نحوكَ كُلِّ أَغبر قاتِم ... عن حرّ أكباد، وضر بادي ..
(٣٤) تبوا المكان وبه: أقام به.
(٤٦) الصادي: الظمآن.
(٤٨) في «ن»: «في حلبة العمل الشريف» وهو تصحيف.
(٥٠) المفاوز جمع. مفازة: وهي الفلاة لا ماء فيها.