ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

«الهبل» الزيدي الثائر المظلوم:

صفحة 20 - الجزء 1

  والتوحيد، بل إنّه قد حضرها، وإن أبطأ به الزمان. (انظر الديوان قصيدة رقم - ٣٥) وقال في الأخرى رقم - ٣٦ -

  لما رأيت الناس قد أضحوا على ... جُرفٍ من الدين الملفق هار

  تابعت آل المصطفى متيقناً ... أن اتباعهم مراد الباري،

  وقفوت نهج (أبي الحسين) ميمماً ... منه سبيلاً واضح الأنوار،

  خير البرية بعد «سبطي أحمدٍ»، ... مختار آل «المصطفى» المختار

  وقد أنشأ هذه القصيدة في شهر جمادى الآخرة سنة ١٠٧٨ هـ - أي قبل أن تختطفه المنية ببضعة أشهر، وقال ما قاله في «المجموع - انظر القصيدة رقم - ٣٧ -.

  هذا الزيدي الهادوي ورغم أنه يعرف كل ذلك وما هو أكثر منه عن «الهبل»، ويراه مثله الأعلى لغةً وبياناً لكنّه يخشى أن يشيد بشعره، وأن ينشره بين الناس، لأنه يخاف أن يقال عن جماعته أنها فئة ابتداع خالفت نهج «السلف»، وأهل «السنة والجماعة» ولا سيما وفي شعر «الهبل» نفسه من المغالاة والتجرم ما نعتقد جميعاً أنه قد أفرط فيه وشط، وخرج به عما قاله الإمام زيد نفسه، وصيحته المدوية التي صفع بها وجوه الذين أرادوا منه أن يتبرأ من الشيخين الصديقين أبي بكر وعمر ®: «اذهبوا فأنتم الرافضة»، لا تزال تجلجل في صماخ الزمن ... ولكنه - أي الزيدي العادي - قد انخذل نفسيا، وأرهبته صيحات «القالين» والمتعصبين، والذين ينكرون مع الباطل، الكثير من الحقِّ، حتى بلاغة الفصحاء وعبقرية الشعراء وإبداع المبدعين ... فعاد على نفسه لا يكتفي بإنكار تلك الأبيات القليلة من شعر المغالاة، والتي لا ترفعه، ولا تضعه، شعريا كما قلنا؛ بل ويكتم ديوانه، ويحذر فئته من إظهاره ونشره والتفاخر به.

  ويأتي إلى جانب صاحبنا هذا «الزيدي العادي»؛ الذي ظلم الهبل، وغمطه حقه، لا كراهية له، ولا عن جهل بقدره، ولكن إشفاقاً على نفسه وعلى جماعته التي ينتمي إليها من تعنّت «أباطرة» المقلدين أو «المغفلين النافعين» - كما كان يقول بعض أساتذتنا - والذين نشأتهم الحكومات والدول المتعاقبة منذ صارت «الخلافة»، «ملكاً عضوضاً»