ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

«الهبل» الزيدي الثائر المظلوم:

صفحة 21 - الجزء 1

  يأتي بعد هؤلاء أو إلى جانبهم، المتسلطون من الطامحين - وأنا إنما أتحدث عن اليمن - ممن يعتقد بعضهم انهم بمجرد انتسابهم الشريف إلى الحسن أو الحسين @ وتلقبهم بلقب الخليفة أو الإمام أو أمير المؤمنين، واعتناقه «نظريا» للمذهب الزيدي، ودعوته لنفسه لأنّ أباه أو جده أو عمه كان يسمّى «إماماً» بمجرد هذه الدعوى العريضة يظنّ أنّه قد استحق الولاء، والطاعة على البشر، في «المنشط والمكره»، ولا سيما وقد بايعه على ذلك «شيخ إسلامه» وأتباعه من الفقهاء، والقضاة، وأكلةِ السُّحت والمتاجرين بالفقه، والعلم، والأخلاق، وما أكثرهم في تاريخ اليمن.

  هؤلاء وأولئك حين يسمعون الهبل يقول (قصيدة رقم - ٢٥٩):

  قد أصبح الدين نهباً بين زعنفة ... لا يرقبون إله الناس في الناس

  قد كاد يبكي لو أن الدمع أسعده. ... ويرتمي شرراً من حرّ أنفاس

  وكاد يصرخ: يا لله؛ من فرق ... «نيف وسبعين» ظلت ذات إلباس

  قد خالفت نفس خير الخلق «حيدرة» ... ميلاً إلى قول أرجاس وأنجاس

  أو يسمعونه يفنّد الخضوع والتقليد ويقول متوعدا: (رقم - ٥٨ -):

  هيهات ذلك دين لا أفارقه ... حتى أجيء غداً في زمرة الشهدا

  حتّام يعتادني التقليد بينكم ... مضى زماني ما آنست نار هدى

  فاليوم أحمد خلاقي وأشكره ... شكراً به أستزيد الفضل والمددا

  إذ من غُطَامِط بحر الجهل أنقذني ... فضلاً، ووفقني سبحانه وهدى

  أصبحت أرجو بسعيي في خلافكم ... معيشة رغداً عند النبي غدا

  كم عاكف فوق سفر ظل يعبده ... أيامه ولياليه تمر سدي

  إني رضيت كتاب الله لي بدلاً ... من كل قدم على الآراء قد جمدا

  وما رواه عن المختار «حيدرة» ... حسبي به؛ إن فيه الخير والرشدا

  قفوت «زيداً» إمام الحق متبعاً ... طريقه لست أقفو دونه أحدا

  فقصروا عن ملامي إنني رجل ... لا أرتضي غيره ديناً ومعتقدا

  والله لو أن روحي دونه تلفت ... لا حلت عنه، ولا فارقته أبدا