خيبة أمل
  ١٣ - أَمَا بِكُمْ تُضرب الأمثال سائرة ... في المجد والجود، والعلياء والحسب،
  ١٤ - والله ما قصرت مني مدائحكم؛ ... وإنما أدركتني حرفة الأدب!
  ١٥ - يا ويح قلبي؛ كم ظلت تُقلبه ... أيدي الهموم على فرش من اللهب؛!
  ١٦ - ولهف نفسي لو أجدى، وَوَاحرَبَا، ... لو كان ينفعني إن قلت واحربي.!
  ١٧ - أفي المروءة أن تظمى وقد صدرت ... عن بحر جود بعيد القعر مضطرب؟
  ١٨ - فإن أعد خائباً عن بابكم فلقد ... قلدتكم بعقود الدر والذهب!
  ١٩ - وقلت فيكم مديحاً؛ لو مدحت به ... شمس الضحى لَسَخَتْ بالأنجم الشهب!
  ٢٠ - وقد رميت عدى فقري بنائِلكم؛ ... لكنني لسواد الحظ لم أصب؛
  ٢١ - هي السعادة إن تبدو مطالعها ... يُحظَ الفتى ببلوغ السُّولِ والأرب؛
  ٢٢ - وإن يكن غيرها؛ والحرُّ مُمتَحَن ... فما عَلَى مَنْ أقام العذر بالطلب!
  ٢٣ - يا دهر كم أتلقى كل نائبة ... يعزم ذي جلد يُوهي قوى النوب؟
  ٢٤ - وكم أُصبر نَفْساً طالَ ما طَعمت ... طعم البلاً في طلاب المجد كالضرب!
  ٢٥ - وكم أُومل؛ والآمالُ تعكس آمالي؛ ... وتمنعني عن نيل مطلبي!
  ٢٦ - وكم أردد زفراتي وأكتمها ... خوفاً من الحاسد الغيارِ يَشمت بي؛
  ٢٧ - واحسرتا لهموم في الهموم غدت ... فعالة فيه فعل النار في الحطب
(١٥) ويح: كلمة ترحم وتوجع.
(١٦) لهف على ما فات: حزن وتحسّر، ويقال: يا لهف نفسي، وهي كلمة يتحسر بها. وأما و «احربا» فهي كلمة يندب بها الميت وتستعمل للتأسف؛ وكذلك واحربي، وواحرباه
(٢٠) النائل: المعروف والعطية.
(٢١) السؤل: المطلب.
(٢٣) النوب جمع نائبة وهي: المصيبة.
(٢٤) الضرب: العسل الأبيض
(٢٥) هكذا في الأصل، وثمة تحريف ولعل الأصل: «وكم أؤمل والأفعال تعكس».
(٢٦) الغيار: كثير الغيرة، وشمت به: سخر منه.
(٢٧) هكذا في الأصل؛ ولعل الصواب واحسرتا لهموم في الفؤاد غدت» و «واحسرتا»: كلمة تلهف