ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

«الهبل» الزيدي الثائر المظلوم:

صفحة 22 - الجزء 1

  حين يسمعون هذا القسم وهذا التصميم على السعي في مخالفة «التنابلة» والمقلدين إلى أن يفوز، أو يخرّ شهيدا؛ يرتجفون خوفاً وهلعاً ويخافون من هذا «الزيدي»، الذي لا يرضى بكتاب الله وما رواه «علي» عن رسول الله، وما جاهر به زيد بن علي، من وجوب الخروج على الظلمة بديلاً، ولن يحيد عنه يميل ... «حتى يجيء غداً في زمرة الشهدا»

  إنّه يؤمن «بالنظرية» ويطالب «بتطبيقها»، بل ويحمل السيف من أجل تنفيذها وتحقيقها إذا لزم الأمر.

  ويزداد الجميع هلعاً ورعباً عندما يسمعونه يهيج الشعراء في قصيدته رقم - ١٠٥ - ويقول:

  ويا مرجي نوالاً، أنت في زمن ... فيه المكارم والعلياء أسماء

  إياك إياك أن تدلي بسابقة ... فان ذلك إن حققته الداء

  ولا تَقُلْ إِن أردت النُّجْحَ قد قُتِلتْ ... أمامكم لي أجداد، وآباء

  يُقْصَى المحبُّ؛ ويُدنَى من عقيدته ... نصبُ وجبر وتشبيه وإرجاء

  كم ملحدين ونصاب كأنهم ... لمفرط القرب أرحام وأحماء

  ومن يكن ذا صلاح في عقيدته ... فإنما حظه طرد وإقصاء

  هذي الملوك ملوك العصر هل أحد ... منهم على سنن المعروف مشاء؟

  كم قد مدحنا فما أجدت مدائحنا ... لأنهم؛ إنما يعطون من شاءوا

  ولم يقف «الهبل» عند حد التهييج للشعراء، وأبناء من ساهم آباؤهم وأجدادهم، وبذلوا أموالهم ونفوسهم من أجل إرساء قواعد حكم إسلامي في يمن مستقلة، ثم كان نصيبهم الإبعاد والإقصاء، بل ها هو يدعو إلى «الثورة»؛ حين لَمَحَ عقارب الانحراف تدب؛ ويحرض صديقه وأستاذه السيد العلامة يحيى بن الحسين بن المؤيد على الخروج والدعوة لنفسه بقصيدة طويلة (رقم - ٩٣ -) مطلعها:

  كيف يرضيك على الضيم المقام ... ويواتيك على الذل المنام؟

  كيف أغضيت وفي العين قذى؟ ... كيف يغذوك شراب وطعام؟