«الهبل» الزيدي الثائر المظلوم:
  في زمان؛ أهله زعنفة ... همل؛ ملبوسهم عاب وذام؛
  أهل غدر ليس يرعى فيهم ... أبداً عهد، ولا تُوفى ذمام!
  قد أهينت عصبة الحق به ... وأعزّت عصب «النصب» الطغام
  أنت أباء الدنايا؛ هل ترى ... بطلاً شهما على الضيم ينام
  قد بُلينا باطراح مثلما ... فاز بالحظوة عبد وغلام!
  ومضى في القصيدة يحثه على الخروج، ويوعده بالنصر، وأن قبيلته «خولان»، وقبيلة صديقه وجامع ديوانه المخلافي «الحيمة» ستلتفان حوله، وهما المشهورتان بالنجدة والصبر عند اللقاء:
  أي حيين لراجي نصرة ... وهما «خولان» طرا والحيامُ
  قم بنا يا بن النبي المصطفى ... نطلب الحق؛ فقد آن القيام
  إلى آخرها وقد مات الشاعر بعد إنشائه هذه القصيدة ببضعة أشهر كما قال جامع الديوان.
  حين يسمع هؤلاء، وأولئك هذا النوع من شر الهبل يرتجفون ويختلقون المعاذير لمحاربة ديوانه وإهماله بحجة أنّه تعرض للنيل من «الأعراض المصونة»، وثلب في أبيات من قصائده أبناء خير القرون، مع أن كتب التاريخ والأدب مشحونة «بقصائد ابن الزبعري، وعمران بن حطان، والسيد الحميري، وابن حجاج، والمئات من شعراء الخوارج والشيعة والنواصب، والملاحدة والفساق، كل يغنّي على ليلاه كيف شاء، إلا هذا «الزيدي» الثائر فلا يجوز أن يُنشَر ديوانه، أو يظهر إلى النور ولسان حاله ينشد:
  أحرام على بلابله الدوح ... حلال للطير من كل جنس
  وما دمتُ قد ولجت هذا الباب - وما كنت أحسبني سأفعل - فلا بد أن أضيف أن «الهبل» شأنه شأن أي «زيدي» مخلص خبير - يعرف أن الإمام المجدد القاسم بن محمد | ما قام داعياً إلى الحق إلا بعد أن عشعش الانحراف وأفرخ في ضمائر وعقول ورثة «النظرية الزيدية» من أحفاد الأئمة، ومشايخ دولهم وفقهائها،