«الهبل» الزيدي الثائر المظلوم:
  وحطموا باسمها مبادئها الصحيحة القائمة على العدل والتوحيد، والشورى والمساواة، والأمر بالمعروف والنهر عن المنكر، ويعرف أيضاً أن أباه وجده، وزملاء أبيه وجده، من أهل الحل والعقد في اليمن؛ وممن ظلّوا متمسكين بالعروة الوثقى ما أيدوا «القاسم» ونصروه وحاربوا «الأتراك» والاقطاعيين والأصنام من أمراء «النظرية» المفترى عليها، ثم وقفوا بعد وفاته مع ابنه «الإمام المؤيد»، وأخيه «المتوكل»، وحفيده «المهدي» أحمد بن الحسن إلا من أجل تمكين «النظرية» التي تستمد سياسة دولتِها، وقواعد تشريع حكومتها، من كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد ذوي العقول والبصائر وكان - أي الهبل - قد قرأ التاريخ وعاش مع «الأقباس» بروحه وقلبه، وشاهد صراعهم ومصارعتهم في «صفين» و «كربلا» و «الكناسة»، و «فخ» و «المدينة المنوّرة»، وعرف ماكابده «الإمام الهادي يحيى بن الحسين» عندما حاول تطبيق النظرية بإخلاص حتى تم له ذلك، وأن ابنه المرتضى حين رأى فساد المجتمع وعجزه عن تطبيق «النظرية» خاف على نفسه. من النار، ورأى الاستقالة خيراً فانعزل، وأن أخاه أحمد «الناصر» قد حاول «تطبيقها» بعزمه وتصميمه، وما إن مات حتى اختلف «الأحفاد» وعارضوا الخير منهم، وكان ما كان حتى قال المؤرخون: «إن خراب صعدة القديمة كان على أيدي أحفاد «الهادي»؛ ثم ان «الهبل» كان يعرف أن الإمام «القاسم» العياني لما نهض مخلصاً يريد أن يطبق «النظرية» نشب بينه وبين «ورثتها» من الأحفاد ما حال بينه وبين تنفيذ إرادته، ولما مات وتصارع «الأمراء» فيما بينهم غير مبالين بالمبادئ جاء «الملك» «علي بن محمد الصليحي» «مطبق» «النظرية» «الفاطمية» فالتهم الجميع، ولما هب الإمام «أحمد بن سليمان» ورأى من واجبه «تطبيق» «النظرية الزيدية» قاسى من الاشراف» الأقارب أكثر مما قاسى من الخصوم الأباعد؛ حتى ثار «الإمام عبد الله بن حمزه» مصمما على «تطبيق» «النظرية»؛ ومع ما عاناه ومع من صراع عنيف مع «الأيوبيين» وبني «حاتم» فقد كان ما عاناه من «ابن الإمام أحمد بن سليمان» وأضرابه أشد وأنكى. ولا شك أنه كان قد عرف ودرس محاولة الامام يحيى بن المحسن أن يحافظ على استمرارية «تطبيق» «النظرية» بعد وفاة الإمام عبد الله بن حمزه؛ وقد كاد لولا تشبّث «الأمراء»؛ أولاد عبد الله بن حمزه بأرث «الامامة»