قم بنا نطلب الحق.!
  ٣ - أَي نَفْس حرة أذللتها؟ ... لحطام، إنما الدنيا حطام؛
  ٤ - تُقنع النفس بأدنى عيشة ... في بلاد كل أهليها لِقَامُ!؟
  ٥ - إن هذا العيش عيش كدر ... ليس يرضاه الأبي المستضام؛
  ٦ - في زمان أهله زعنفة، ... هَمَل، ملبوسهم عاب وذام،
  ٧ - أهل غدر ليس يُرعى فيهم ... أبداً عَهْدٌ، ولا تُوفي ذِمَامُ
  ٨ - قد أهينت عُصَبُ الحق به، ... وأعزت عُصَبُ النّصبِ الطَّعَامُ!
  ٩ - أنت أباء الدنايا؛ هل ترى ... بَطَلاً شهما على الضيم ينام؟
  ١٠ - كَمْ تَغَاضِ؟ طالَ ما قد نالنا ... بينهم ذل عظيم واهتضام!
  ١١ - كيف ترضى الذل ما بينهم؟ ... أين تلك النفس قُل لي ... يا عصام؟
  ١٢ - قد بلينا باطراح مثلما. ... فاز بالحظوة عبد، وغلام!
  ١٣ - كم سهام رشقتنا فُوقَتْ ... عن قسي الهون تتلوها سهام؛
  ١٤ - كم نفوس قد أهانوا حرّة، ... هن تبر وسواهن رغام،!
  ١٥ - بعرى الرحمن كن مستمسكاً، ... إنّه مَا لِعُرى الله انفصام؛
  ١٦ - ثق به في كل حال، لا يَكُن ... لك بالرزق احتفال واهتمام؛
  ١٧ - لا تُؤَمل عند كرب غير مَنْ ... لانفراج الكرب يدعوه الأنام؛
  ١٨ - رب كرب قد عرا، ثم انجلى ... مثلما انجاب عن الصبح الظُّلامُ،
  ١٩ - إنما الدنيا منام والمنى ... حلم، والناس في الدنيا نيام؛
(٦) همل: مهملون لا شأن لهم. والعاب: العيب. والذام: الذم.
(٨) الطغام: أوغاد الناس.
(١٠) الاهتضام الظلم.
(١١) يشير الى قول الشاعر: نفس عصام سودت عصاما وعلمته الكرّ والاقداما. وهو عصام بن شهبر حاجب النعمان بن المنذر، ومنه قولهم: ما وراءك يا عصام.
(١٢) اطرح الشيء: رماه وقذفه وأبعده، والحظوة: الحظ والمكانة
(١٣) رشق: رمى. و «قسي الهون»: أقواس الخزي.
(١٤) الرغام: التراب.
(١٥) الانفصام: الانقطاع.
(١٨) عرا. ألم. وانجاب: انزاح.