ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

قم بنا نطلب الحق.!

صفحة 230 - الجزء 1

  ٣ - أَي نَفْس حرة أذللتها؟ ... لحطام، إنما الدنيا حطام؛

  ٤ - تُقنع النفس بأدنى عيشة ... في بلاد كل أهليها لِقَامُ!؟

  ٥ - إن هذا العيش عيش كدر ... ليس يرضاه الأبي المستضام؛

  ٦ - في زمان أهله زعنفة، ... هَمَل، ملبوسهم عاب وذام،

  ٧ - أهل غدر ليس يُرعى فيهم ... أبداً عَهْدٌ، ولا تُوفي ذِمَامُ

  ٨ - قد أهينت عُصَبُ الحق به، ... وأعزت عُصَبُ النّصبِ الطَّعَامُ!

  ٩ - أنت أباء الدنايا؛ هل ترى ... بَطَلاً شهما على الضيم ينام؟

  ١٠ - كَمْ تَغَاضِ؟ طالَ ما قد نالنا ... بينهم ذل عظيم واهتضام!

  ١١ - كيف ترضى الذل ما بينهم؟ ... أين تلك النفس قُل لي ... يا عصام؟

  ١٢ - قد بلينا باطراح مثلما. ... فاز بالحظوة عبد، وغلام!

  ١٣ - كم سهام رشقتنا فُوقَتْ ... عن قسي الهون تتلوها سهام؛

  ١٤ - كم نفوس قد أهانوا حرّة، ... هن تبر وسواهن رغام،!

  ١٥ - بعرى الرحمن كن مستمسكاً، ... إنّه مَا لِعُرى الله انفصام؛

  ١٦ - ثق به في كل حال، لا يَكُن ... لك بالرزق احتفال واهتمام؛

  ١٧ - لا تُؤَمل عند كرب غير مَنْ ... لانفراج الكرب يدعوه الأنام؛

  ١٨ - رب كرب قد عرا، ثم انجلى ... مثلما انجاب عن الصبح الظُّلامُ،

  ١٩ - إنما الدنيا منام والمنى ... حلم، والناس في الدنيا نيام؛


(٦) همل: مهملون لا شأن لهم. والعاب: العيب. والذام: الذم.

(٨) الطغام: أوغاد الناس.

(١٠) الاهتضام الظلم.

(١١) يشير الى قول الشاعر: نفس عصام سودت عصاما وعلمته الكرّ والاقداما. وهو عصام بن شهبر حاجب النعمان بن المنذر، ومنه قولهم: ما وراءك يا عصام.

(١٢) اطرح الشيء: رماه وقذفه وأبعده، والحظوة: الحظ والمكانة

(١٣) رشق: رمى. و «قسي الهون»: أقواس الخزي.

(١٤) الرغام: التراب.

(١٥) الانفصام: الانقطاع.

(١٨) عرا. ألم. وانجاب: انزاح.