ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

«الهبل» الزيدي الثائر المظلوم:

صفحة 25 - الجزء 1

  كأنها تركة، وحزن حين رأى «الداعي» وقد أكدى. وكان ما كان حتى قام الإمام أحمد بن الحسين ممدوح الشاعر الكبير القاسم بن هُتيمل والذي حاول بجد أن يطبق «نظرية» «الامامة الزيدية» لولا معارضة الأمراء «الحمزيين» أيضاً الذين خذلوه مع «شيخ إسلامهم» «الرصاص»، وناصروا «الملك المظفّر الرسولي»، حتى استشهد «ابن الحسين» على يد «الأمير» أحمد بن الإمام عبد الله بن حمزه سنة

  ٦٥٦ - هـ - / ١٢٥٩ م.

  ثم إنه لا شك قد وقف وقفة طويلة عند مأساة الإمام الأعظم «يحيى بن حمزه» وما جرى له مع «أحفاد» الأئمة؛ وكيف عارضوا أيضاً «المهدي» علي بن محمد مع أنه أستاذ «إبراهيم الكينعي» في الزهد والعبادة، ثم ما حدث بعد ذلك من فوضى اختلط فيها الحابل بالنابل حتى قام الإمام «صلاح الدين» الذي لما مات اجتمع أهل الحل والعقد على مبايعة «أحمد بن يحيى المرتضى» وقد كان في إمكانه علما وسلوكاً «تطبيق» «النظرية»، كما أوضحها كتابة وتأليفا، غير أن ابن الإمام صلاح الدين «الوارث» للنظرية تغلب عليه وسجنه؛ والقصة مأساة مبكية في تاريخ «الإمامة» في اليمن. فخمدت أشعة «النظرية» وخبت نارها وتعثر «التطبيق» بل اندفن، وتمزقت اليمن شيعاً وأحزابا، وجاء «المماليك» و «المصريون» ... حتى هب «الإمام شرف الدين» وكاد أن يطبق «النظرية» بعد أن تمكن؛ لولا اختلاف أولاده الأمراء، ورغم عظمة «المطهر» العسكرية وهيبته وسيطرته على معظم اليمن فقد كان لا يمثل «النظرية الزيدية» التي يعرفها «الهبل» وأمثاله تمثيلاً كاملاً، فضلاً عن تطبيقها قانونا وشريعة وسلوكا، وجاء دور الأتراك» وحاول الإمام الحسن بن داوود الذي انتخبه أهل العقد والحلّ أَنْ يُطبق النظرية، لكن «الأمراء» عارضوه ... حتى تغلب «الوالي التركي» وساقهم جميعاً أسارى إلى «الاستانة» وكان ما كان.

  كل ذلك قد تذكره «الهبل» وهو يكتب قصيدته التي يحرض فيها يحيى بن الحسين بن المؤيد على الخروج بعد أن رأى «الانحراف» وقد بدأ يُنشب أظافره في كيان النظرية، التي قام أباؤه وأجداده مع الإمام القاسم بن محمد سنة ١٠٠٦ هـ - / ١٥٩٨ م لما هب داعيا، والذي بحق، ورغم معارضة من بقي من أحفاد الإمام