ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

وقفة مع القصيدة التي تأثر بها الزبيري:

صفحة 33 - الجزء 1

  آماله، ولا ينجز «المتوكل» مواعيد أمانيه ولا ينجدها. ولكن وهو لم يعش بعد هذه القصيدة غير شهرين؛ أتراه قد قال قصيدة الهجو في فترة الانتظار؟ أم أنه قد قالها قبل ذلك وأن أمانيه وآماله في الآخرين ممن مدحهم قد خابت أيضاً؟ لا أدري؟

  أم أنه قد قالها في ساعة ألم مرير، وغضب جامح، في ممدوحه الأمير أحمد ابن الحسن الذي لو كان جواداً حقاً لأغنى شاعره عن أن يستجدي سواه، حتى ولو كان عمه «المتوكل» كما أغنى سيف الدولة شاعره أبا الطيب - قبل أن يُفسد الحساد ما بينهما - عن كل أمير وزعيم؛ وهل في الإمكان ذلك؟ ولماذا أقسم لصديقه «المخلافي» بالله العظيم إنّه لم يقُلْها في «شخص معين»؛ وهو «الزيدي» التقي المتحرّج الذي لا يحنث؟ أم أنّه كان يعتقد «التقية»؟ أم تراه قد هجا بها كثيراً من الأشخاص الذين مدحهم إذ أن أحداً منهم لم يسعفه ولم ينجده، ولم يقض دينه، وهم أمراء وأثرياء ويستطيعون.؟ فحشرهم في بوتقة، وصهرهم هجواً، يقصد بكل بيت أو ببضعة أبيات من القصيدة شخصاً تنطبق عليه تلك النعوت، فيكون بارا صادقا حين أقسم أنه لم يقصد شخصاً معينا وكأنَّه قد جارى المتنبي في قوله:

  أذم إلى هذا الزمان أهيله ... فأعلمهم قدم وأحزمهم وغد!

  كل ذلك كنت أريد أن أبحثه وأحققه ولا سيما وقد قرأت في سيرة الإمام القاسم أنه كتب رسالة إلى أحد أبنائه يوصيه فيها أن لا يوزّع أموال المسلمين على غير مستحقيها، وأن لا يعطي «الشعراء» الذين يطرونه منها شيئاً، إذ لا حق لهم فيها مقابل مدائحهم للأمراء، وإذا أراد إكرامهم فليكرمهم بما شاء من ماله الخاص، إن كان يملك مالاً خاصا ... ولكني خشيت أن أطيل فقررت تأجيل الكلام عن ذلك، وعن مواقفه من أحداث. الكلام عن عصره السياسية والفكرية - وهو من أهم عصور التاريخ اليمني - وعن مواقفه المتناقضة من ممدوحه أحمد بن الحسن الذي نزح إلى «عدن» يوماً ما خارجاً على عمه «المتوكل»، وعودته منها مصالحاً لعمه ثم رجوعه إليها يقود جيشاً عرمرماً وفتحها وفتح «حضرموت»؛ وتحريض الهبل له