ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

وقفة مع القصيدة التي تأثر بها الزبيري:

صفحة 35 - الجزء 1

  «تعز» وأظنه لم يغادرها إلا وقد جاوز العشرين أو قاربها وهو لم يبلغ السادسة عشر إلا وهو من الشعراء البارزين كالهبل نفسه، كما أن قصائده في كافله بعد وفاة أبيه الأمير علي بن عبد الله الوزير، وفي الملك عبد العزيز آل سعود حين ذهب للحج بمعية الأمير علي الوزير ونجله عبد الله وأنشده في «منى» قافيته المشهورة:

  قلب الجزيرة في يمينك يخفق ... وهوى العروبة من جبينك يشرق.

  وما قاله في مصر من إلهيات، ونبويّات قبل عودته إلى اليمن أثناء الحرب العالمية الثانية ليكوّن جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما قاله وهو في سجن «الأهنوم» من تضرّعات إلهية ومدائح يتشفع بها ويتوسل إلى الإمام يحيى وولي عهده أحمد، حتى أطلق سراحه، ثم ما قاله فيهما من مدائح رائعة ترقى به شعرياً إلى آفاق الهبل والمتنبي، إلى أن هاجر الى «عدن»، ثم ما قاله وهو مشرد بعد فشل ثورة الدستور من إلهيات وإسلاميات ومدائح وإخوانيات، وما كان ينشره في مجلة «الإخوان المسلمون» بأسماء مستعارة وما راسل وكاتب به صديقه الشاعر عمر الأميري، وصديقه الأديب الأستاذ أحمد نعمان، كل ذلك قد وأدوه عمدا، ولم ينشروه قصدا في ديوانه الذي نشرته «دار العودة» سنة ١٣٩٨ هـ ١٩٧٨ م باسم «ديوان الزبيري»، ولنفس الأسباب والأغراض أو ما يشبهها التي حورب من أجلها شعر الهبل، وديوان الزبيري هذا لا يحتوي إلا على أقل من نصف شعره، والنصف لا يزال موؤداً! وننوي إخراجه كاملاً قريباً إن شاء الله؛ وكان الزبيري نفسه قد ساهم أيضاً ولأسباب سوف نشرحها في كتابنا عنه وعن الهبل - في ظلم شعره كما فعل أستاذه «الهبل»، فتحرّج أو استنكف أن ينشر في ديوانه الأوّل ما سماه «الوثنيات» مع أنها من أجمل ما ناجى به عباد الأوثان أصنامهم إبداعاً وفنا.

  ولن يفوتني أن أنبه إلى أنّ هناك مظلومين كثيرين من شعراء اليمن المبدعين المجيدين في هذا القرن أمثال «محمد نعمان القدسي» و «أحمد عبد الله السالمي» و «عبد الله عبد الوهاب نعمان» و «احمد الحضراني» و «محمد أحمد الشامي»؛ كما أن حيفاً كبيراً وظلماً فظيعاً قد أنزله الأديب محمد بن أحمد العقيلي