نسخة الديوان المعتمدة:
  وهذه النسخة التي أهدانيها الصديق السيد محسن أبو طالب والتي اعتمدتها أصلاً لهذه الطبعة ورمزت إليها بحرف «ن» كان القدم وأحداثه قد أتلف منها ورقتين من مقدمة «الديوان» وورقتين من آخره، وكانت الأَرضَةُ قد قضمت بعض أطرافها، وليس ذلك فحسب بل ويظهر أن أحد ملاكها الذين تداولوها قد أعاد تجليدها فأخطأ «حبّاكها» خطأ فاحشاً في ترتيب أوراقها؛ فقدم بعض القصائد وأخر البعض وشوشه تشويشاً لا يلاحظه إلا ذو حظ من المعرفة، أو من يعرف أن عادة ناسخي الكتب الأولين أن يكتبوا في آخر كل صفحة الكلمة الأولى من الصفحة التي تقابلها مستغنيين بذلك عن ترقيم الصفحات؛ وعددها في نسختنا «ن» ٢٨٠ صفحة. وقد أبقى «الحباك» سامحه الله الباب الأول والثاني والثالث كما هو حتى صفحة - ١٩٢ - في المخطوطة عند البيتين رقم - ١٨٥ - في الديوان، ثم قفز إلى بقية الأبيات رقم - ٢٠٢ - واستمر في الخطأ حتى صفحة – ٢٧٤ - فأسقط ورقة ثم رجع إلى ص - ١٩٣ - وجعل رقمها - ٢٧٧ - وقد صححت كل ذلك عند نسخ الديوان وكان لا بد من الاستعانة بنسخةٍ أخرى، وقد تحصلت أحد الأخوان بصنعاء إذ قد بعث لي بصورة «فوتوغرافية» لنسخة غير جيدة الخط وجدتُ فيها الورقة المفقودة وكانت هذه النسخة مبتورة من أولها أيضاً وتنتهي بالبيت رقم - ٨ - من القصيدة رقم - ٣٤١ - وهو:
  ويروح مسروراً غداً ... يوم التغابن والندامة
  واستعنت بالصديق الأديب السيد محمد بن علي الغفاري الذي تفضل واستعان بالأخ الأديب محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الطير فتكرم ونسخ بخطه من نسخة مكتبة «الجامع الكبير» الكراسة الأولى من الديوان، والكراسة الأخيرة أيضاً، وفيها بقية القصيدة الميمية خاتمة الديوان وكان ذلك في صفر سنة ١٤٠٠ هـ - وبكل ذلك تمكنت من جمع الديوان كاملاً غير منقوص كما جمعه «المخلافي» وقد رمزت إلى النسخة «الفوتوغرافية» بحرف «ف».
  ونسختي المعتمدة «ن» لا أستبعد أنها كتبت في زمن جامع الديوان المخلافي، بل ان ظنّا يساورني ويكاد أن يرقى إلى مرتبة اليقين بأنها نسخة