غريب في وطنه.!
  ٢٤ - أدام إله العرش فينا ظلاله ... وأبقاه للإسلام خير «عماد»،
  ٢٥ - وقد بعث العبد الجواب تجارياً؛ ... وإن كان يكبو عن مداك جوادي؛!
  ٢٦ - فخذ من جوابي النزر ما كان حاضراً، ... وأنت إذا أنْدَى؛ لأنك بادي؛
  ٢٧ - وعذراً؛ فقد قابلت درك بالحصى ... وساجلت بحراً زاخراً بثماد؛
  ٢٨ - فأغض وسامح منعماً عن قبيح ما ... بدا لك من عيب به وفساد،
  ٢٩ - فأنت الذي قدت القوافي طوائعاً، ... وغيرك لم تَنقَدْ لَهُ بمقادِ؛
  ٣٠ - وأنت الذي جَلَّيتَ في حلبةِ العُلَى ... على كل جحجاح طويل نجادِ؛
  ٣١ - على أنني قد صرت بعدك «أعجماً» ... وإن كنت أزرى لهجة «بزياد»!
  ٣٢ - لدهر رماني بالمصائب صرفه ... وأضنى فؤادي خطبه المتمادي
  ٣٣ - أطال حروبي بالمضرات والأذى، ... ولا طول حرب «الحارث بن عباد»!
  ٣٤ - يحاول إهمالي وإسقاط رتبتي ... ويَسْعَى حثيثاً في خمود زنادي.
  ٣٥ - وثقل ديون للورى «يا بن ناصر»، ... يراوحني همي بها، ويُغادي،
  ٣٦ - ملان فؤادي بالأسى، وسلبتني ... رقادي، وملكن الرجال قيادي،
  ٣٧ - فأصبحت رهناً في «أزال» لأجلها، ... وغير «أزال» بغيتي ومرادي؛
  ٣٨ - وإن كان فيها منشأي وولادتي، ... ومسقط رأسي؛ فهي غير بلادي ..!
  ٣٩ - ومَا بَلَدي إلا الذي فيه أغتدي ... وعرضي مصون عن مقال أعادي؛
  ٤٠ - بلاد بها لا أختشي الذل إن غدت ... علي لأحداث الزمان عوادي؛
  ٤١ - أأقعد في قوم أرى الشعر بينهم ... يُباع ببخس ظاهر وكَسَادِ!؟
  ٤٢ - لنبهتهم بالمدح للجود والندى، ... وقد مللت أجفانهم برقاد!
(٢٧) الثمدُ والتماد: الماء القليل.
(٣١) زياد الأعجم: شاعر مشهور.
(٣٢) ورد البيت رقم - ٣٢ - في الأصل «ن» هكذا:
لدهر رماني بالمضرات والأذى ... ولا طول حرب الحارث بن عباد
فجمع بين صدر البيت وعجز البيت الذي يليه رقم - ٣
(٣٤) خمود زنادي: أي اطفاء ناري.
(٣٧) «أزال» من أسماء «صنعاء».