أحمد بن ناصر المخلافي:
  والقضاء، ولما حج قبل وفاة المؤيد بالله (بن المتوكل) استعفى عن ولاية الحيمة واستمر وزيراً بيده الحل والعقد حتى توفي المؤيد بالله سنة ١٠٩٧ هـ - ثم صار مع أخيه المولى يوسف بن المتوكل عند دعوته، وحمل صاحب الترجمة أهل مخلاف الحيمة على إجابته، وكانوا لا يخالفونه أصلاً؛ لأنّ بني المخلافي كانت لهم رئاسة في الحيمة، وقد جرت بينهم وبين المولى الحسين بن الإمام القاسم بن محمد متفقات مذكورة في سيرته؛ ثم لما استبد صاحب المنصورة والمواهب بالأمر كان صاحب الترجمة من جملة من وقع في شراك المحنة فحبسه «بصيرة» «عدن» - وهي بكسر الصاد المهملة فياء ساكنة، فراء مهملة مفتوحة، وبقي بها مدة ثم أطلقه وولاه القضاء بصنعاء ورد له ما كان قد قبض عليه من أمواله وضياعه وأحسن إليه، ولما جهز الأمراء في سنة ١١١١ هـ - / ١٧٠٠ م لقتال «المحطوري» الساحر جعل صاحب الترجمة خطيباً للعساكر وناصحاً لهم ومشيرا، ثم وجهه مع ولده المحسن بن المهدي خطيباً أيضا حين جهزه مع الأعيان لقتال «همدان» ورئيسهم ابن حبيش في سنة ١١١٤ هـ، فصالح المحسنُ، ابن حبيش، فغضب عليه والده المهدي لذلك وحبسه حتى مات، وحبس صاحب الترجمة - المخلافي - في بندر «عدن» ثم أفرج عنه، وجعله قاضياً ببندر «عدن» فاستمر فيه حتى توفاه الله تعالى.
  «وله رسائل وفوائد كثيرة وأبحاث خصوصاً في فضائل أهل البيت $، وحقوقهم، وعلومهم، وكان واسع الاطلاع على الكتب كثير النقل منها، والتعليق على هوامشها، وله خط حسن، وكان شديد الغيرة على العترة الزكية، كثير التحامل على من انحرف عنهم، وفضائله كثيرة، وجمع شعر القاضي حسن بن علي بن جابر الهبل في ديوان سماه «قلائد الجواهر».
  ومن كلام مؤلف «طبقات الزيدية» وإبراهيم الحوثي مؤلف النفحات نعرف الكثير مما جرى له من أحداث، وإن شؤونه بعد وفاة صديقه «الهبل» سنة ١٠٧٩ هـ قد سارت سيراً طبيعياً هادئاً لا يكدر صفوها شيء بقيّة خلافة المتوكل على الله إسماعيل (ت: ١٠٨٧ هـ -) وطيلة خلافة ممدوح الهبل المهدي أحمد بن الحسن ت: ١٠٩٢ هـ) ولم يجابه أي متاعب غير ما يهمه من