ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

أحمد بن ناصر المخلافي:

صفحة 50 - الجزء 1

  حماية مذهبه، والتعصب لمبادئه، حتى إذا مضى أحمد بن الحسن لسبيله، وتولى الخلافة زميل المخلافي وصديقه «المؤيد» محمد بن المتوكل على الله اسماعيل، عظم شأنه، وارتفعت درجته، وأصبح كاتبه الأول، بل ورئيس وزرائه الذي بيده الحل والعقد، إلى ولاية مخلافة «الحيمه» والقضاء، طيلة خمس سنوات حتى إذا ما توفي الإمام المؤيد محمد بن المتوكل سنة ١٠٩٧ هـ - وكانت قرون الانحراف قد نجمت، وعروق الشقاق قد تأصلت، وبوادر الفتنة والأطماع قد استشرت، وهو ما كان المخلافي وصاحبه الهبل وأميرهم الحافظ العالم يحيى بن الحسين بن المؤيد بن القاسم الأكبر يخشونه ويشفقون على الأمة منه كما أوضحت في المقدمة حاول صاحبنا «المخلافي» أن يعمل شيئاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فشجع شقيق الامام المتوفي «المؤيد بن اسماعيل» والذي كان له نصيراً ووزيرا وهو الأمير العالم النحرير يوسف بن المتوكل إسماعيل على أن ينهض بأعباء الإمامة الزيدية، وأن لا يتركها للطامحين والمتنافسين من أحفاد القاسم وغيرهم - ودعا إليه وحمل قومه في مخلاف «الحيمة» - وربما قوم صاحبه «الهبل» في مخلاف «خولان» على نصرته والالتفاف حوله كما كانا يريدان أن يعملا مع أميرهما «الزيدي» يحيى بن الحسين بن المؤيد. ولكن الظروف كانت قد تغيرت، ومات الكثير من الآباء، ونشأ الكثير من الأبناء، وكان الأمير المقدام الجسور صاحب «المواهب» محمد بن المهدي بن الحسن «سيل الليل»، وممدوح «الهبل»، قد دعا لنفسه، وتلقب بالمهدي وأسعده الحظ فانتصر على يوسف بن المتوكل، وعلى سائر من عارضه أو دعا لنفسه وعلى مؤيديهم وأتباعهم، وقتل من قتل، ونفى من نفى، وشرّد من شرد ووقع شاعرنا «المخلافي» في «شَرَكِ المحنة» كما قال المؤرخ «الحوثي» وهذا يؤيد ما ذهبتُ إليه في مناقشتي للإمام «الشوكاني» في «المقدمة»

  مسكين هو، وعظيم شاعرنا «المخلافي» الذي ظل من حال إلى حال يسمو، ويهبط، ويشقى ويسعد، حينا يصارع العلماء ويجادلهم في حلقات المساجد، ومجالس المناظرات، وتارة يقارع المستوزرين وقضاة السوء في مقامات الملوك والخلفاء، وأخرى قائداً للجيوش يحرضهم خطيباً مصقعاً، يفنّد