ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

أحمد بن ناصر المخلافي:

صفحة 51 - الجزء 1

  أباطيل السحرة والدجالين، وآونة مستشاراً لابن الإمام يشجعه على الصفح والإحسان والمصالحة، وحيناً يكون الوزير الأول ذا الحل والعقد وما بين غمضة عين وانتباهتها إذا به في سجن مظلم يجثم على جبل «صيرة» في «عدن» ... لا يصل إلى سمعه إلا هدير أمواج البحر الكبير ... كم هو عظيم ذلك الشاعر العالم الوفي وكم هو مسكين ... لقد ظل على كل أحواله وفياً لذكرى مثله الأعلى «الإمام زيد بن علي» #.

  كفاءته العلمية، وعراقة أصله ورئاسته في قبيلته، وقدراته اللسانية والسياسية والأدبية؛ هي التي عصمته من الانهزام الخلقي ومحاباة اللئام، ومجاراة الجهال، والزهد عن الولاية والقضاء العام. وإن رجلا يصبح صاحب الحل والعقد ووزيراً لإمام مثل المؤيد محمد بن الإمام المتوكل على الله إسماعيل كما قال «الحوثي» في «نفحات العنبر» لرجل عظيم، وشخصية يجب احترامها على مدى العصور، فالإمام المؤيد محمد بن المتوكل يكاد أن يكون آخر أئمة آل القاسم الذين حاولوا جهدهم المحافظة على «تطبيق» «نظرية» الامامة الزيدية التي من أهم ركائزها «الترشيح» و «الانتخاب» و «الشورى» والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعدل والتوحيد والخروج على الظالم؛ وفي دولة اليمن الكبرى، وأنا حين أقول هذا لا ألقي الكلام على عواهنه ولا أجازف أو أزايد بالبيان؛ وهاك ما قاله الامام الشوكاني - خصم المخلافي رأياً وسياسةً وسلوكا - في هذا الإمام الذي اختار المخلافي وزيراً له ووضع في يده مقاليد الأمور والطيور على أشكالها تقع.

  قال الشوكاني في «البدر الطالع: جـ - ٢ - ص - ١٣٩:

  «الامام المؤيد بالله محمد بن الامام المتوكل على الله اسماعيل بن الامام القاسم بن محمد ولد سنة ١٠٤٤ هـ - تقريباً وقرأ على علماء عصره في أنواع من العلم حتى فاق في كثير من المعارف العلمية ثم لما مات الإمام المهدي احمد بن الحسن في سنة ١٠٩٢ هـ - بويع هذا بالخلافة واجتمع عليه رؤساء اليمن إذ ذاك»، «وكان من أولياء الله الصالحين ومن أعدل الخلفاء لم يسمع عنه الجور في شيء