ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

تعالوا بنا نبكي.!

صفحة 537 - الجزء 1

  ٨ - فلي فيك أعداء أحاذر كيدهم ... وفيك لعمري حق لي أن أحاذرا؛!

  ٩ - حواسد لا تنفك في كل حالةٍ ... تسل لعرضي مرهفات بواترا؛

  ١٠ - و صرف زمان جائر الحكم لم يزل ... يقود لياليه لحربي عَسَاكِرا؛

  ١١ - وقلة مال جسمت عيسى السرى ... إلى حيث لا أَلْقَى لِعَظمي جابرا؛

  ١٢ - وتأميل أقوام يريدون أنني ... مدى الدهر لا ينفك حالي قاصيرا!

  ١٣ - أَأَملُ مِنْهُمْ بِالغِنَى كَشَفَ كُرْبَةٍ ... وقد أَنْشَبَ الحرمانُ فيهم أظافرا:

  ١٤ - فواأسفا؛ كَم لَا أَزالُ مُمَاسِياً ... لأبوابهم أرجو الغنى، ومباكرا!

  ١٥ - أأقصد مرزوقاً ضنيناً بِرِزْقِهِ؛ ... ألم يك خلاقي على ذاك قادرا؟

  ١٦ - فيا طالباً للرزق من عند مثله ... يبيت كئيباً للهموم مسامرا!

  ١٧ - نصحتك لا تطلب سوى الله رازقاً؛ ... كما لم تكن ترجو سوى الله غافرا؛

  ١٨ - ولا تدع إلا الله في كل حاجةٍ ... تجده قريباً حين تدعوه حاضرا؛

  ١٩ - أتبذل ماء الوجه بيعاً بتافه ... وترجع صفراً خاسر البيع صاغرا؟

  ٢٠ - «لحى الله شخصاً يرتضي بمعيشةٍ ... ذليلاً مهاناً عاجز النفس حائرا»؛

  ٢١ - «مرج لشخص كلّ يوم وليلةٍ ... وربك رب العرش يكفيك ناصرا»

  ٢٢ - فيا سوأتا حتّامَ أصبح حامداً ... لغير إله العالمين وشاكرا؛!

  ٢٣ - فَقُل لِلأليَ يَسعون في طلب العلى ... تعالوا بنا نبكي العلى والمآثرا،

  ٢٤ - فقد قوضت أيدي المعالي خيامها، ... وعادت ربوع المكرمات دواثرا!

  ٢٥ - فكم من نفوس قد أُهينت عزيزة ... وكم من قلوب قد بلغن الحناجرا!


(١١) في: «ن»: «حشمت عيشي» وهو تصحيف والعيس: الابل البيض يخالط بياضها شقرة