ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

ناعط بين الهبل وأبي الرجال

صفحة 562 - الجزء 1

  وكانت «الهند» تعطيهم محاسنها ... و «الروم». كان لديهم لازباً أدبا،

  وهم بنوا لجناب «الصغدِ» مفخرةً ... في ما ورا النهر، واسأل عنهم الكتبا،

  ذاك البناء «سمرقند» المنيف بنى ... مَشيدَها «شمر» الملك الذي حجبا؛

  فالأرض في طوعهم شرقاً ومغربها؛ ... هم أهلها وسواهم عندنا غربا؛

  وما رأوا غير قصر الملك في بلد ... كانت تفيض على كل البلاد حبى؛

  كأنها ملك والأرض تخدمه ... طوعاً فما بلد عما يروم أبي؛

  حتى من «الرّوم» يأتي «البقل» مختلطاً ... «بالطل» الله ما أعطى وما وَهَبَا!

  ما بالهم وجميع الأرض تحتهم ... لم يتركوا ناعطه العز الذي رحبا؟

  فيه عمارة قلب المستقر به ... في خيرة ونعيم شكره وجَنَا.!

  وفيه صحة أجسام فما عرفوا ... حمل القوارير بالبول الذي اضطربا.

  تغدو مشيختهم للحرب ساعيةً ... مثل الليوث ولكن في انطلاق ظيا!

  وفيهم اليوم أطوار جحاجحة ... من آل همدان من فاقوا الورى حسبا؛

  شم المعاطس، بسامون يوم وغى ... يلقى بهم مَن يُلاقي حربهم حربا ..

  سل عنهم يوم «صفين» ترى عجبا ... كم حطموا بمواضيهم به العَرَبا،

  قام ابن «حرب» مقام المشتكي بهم ... والناس تسمعه إذ قام مختطبا؛

  كأنه حين يشكو من صوارمهم؛ ... عجوز بيت عليها البَعْلُ قد غضبا!

  حتى رثى لِشَكَاهُ من ربيعتهم، ... وغيرهم من أنافوا عنده رتبا؛

  قالوا له نحن نكفي شرهم فغداً ... ترى العجائب فانظرنا ترى العجبًا؛

  فقام في «ماقط» منهم خيارهم، ... وهم بلا ريبة يوم اللقا نُجَبا؛

  لكن تلقتهم صيد عباهلة ... إن صاولوا تركوا الصم الصلاب هبا

  فيهم «سعيد» جزاه الله جنته ... ليث العرين إذا في حربه وثبا؛

  فحطموهم ولم تسمع هناك سوي ... صوت الحسام إذا في الهام قد ضربا.!