طلب إجازة علمية
  أحببت أن أسلك منهج أهل الهمم العالية في اكتساب العلوم، وذوي الرغبة السامية في رضى الحي القيوم، في أخذهم طرق الرّواية عن المشايخ، ليمشوا في تلك الطريق بقدم راسخ، فعولتُ على كرم أخلاقه التي لا يشوبها كَدَرْ، وشمائله التي هي أَسْمَا مِن الزُّهْرِ والزَّهَرْ، أن يُجيز لي حفظه الله تعالى ما قد قرأته عليه من مقروءاته؛ وما لم أسمعه عليه من مسموعاته، مما سَمِعَهُ على سيدنا شمس الدين، علامة الشيعة الأكرمين، تاج العلماء العاملين، أحمد: بن سعد الدين بن الحسين المسوري(٤٠) ¦ آمين، وعلى غيره من علماء زمانه، ونحارير أوانه، الذين أخذ عنهم، واقتبس منهم، وإن لم أكن أهلاً لذلك الشان ... مُهري في ميدانِ الرّهان(١)، وإنما حداني على ذلك، رغبتي في سلوك تلك المسالك، محبّة الإقتداء بأهل الصلاح، والتشبه بهم؛ «إن التشبه بالكرام فلاح»، وليكون ذلك طريقاً في الرواية الواضحة، وطريقة لباب حسن الخاتمة فاتحه، جعلنا الله جميعاً ممن أعطي يوم الفزع الأكبر كتابه بيمينه، ففاز بانشراح صدره وقرة عينه، من الذين قال تعالى فيهم: {إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ١٨ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ١٩ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ٢٠ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ٢١ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ٢٢ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ٢٣ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ٢٤ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ٢٥ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ٢٦}[المطففين].
(٤٠) ترجع ترجمته في: أعلام الديوان
(١) لم أتمكن من فهم العبارة وهي مرسومة هكذا «لعسكلة مهري في ميدان الرهان». ولعلها ولم يجل مهري».