أعلام ديوان الهبل
  الإمام يحيى وولده الشاعر الأديب محمد بن قاسم العزي، والألمعي تربي وزميلي السفير عبد الرحمن عبد الصمد؛ وكان شاعراً فذاً.
  ١٦ - الإمام الأعظم القاسم بن محمد بن علي مؤسس الدولة القاسمية؛ ومجدد القرن الحادي عشر والذي استطاع بهمته، وإخلاصه، وجهاده وصبره، وكفاءته النادرة أن ينقذ اليمن مما كانت تعانيه من جور الأتراك، والأمراء الاقطاعيين والمشايخ الطغاة، وأن يضع أساساً نما وطال وتوسع حتى ضم اليمن كلّها؛ وسيرته تأليف مطهر الجرموزي مشهورة، وله عدة مؤلفات في الأصول والفروع وعلم الكلام، وكان كاتباً بليغاً، وخطيباً مصقعاً، ويقول الشعر الجيد، إلى فروسية وشجاعة ورباطة جأش، وبسطة في العلم والجسم، ولد سنة ٩٦٧ هـ / ١٥٦٠ م ودعا الناس إلى مبايعته سنة ١٠٠٦ هـ / ١٥٩٨ م وكانت وفاته يوم ١٢ ربيع الأول سنة ١٠٢٩ هـ / ١٦٢٠ م وقد ترجمه الشوكاني بإيجاز وإحاطة ومما قاله فيه وفي دولته وأولاده ما يلي:
  ولما فاق في العلوم وحقق منطوقها والمفهوم، وكانت اليمن إذ ذاك تشتعل من الدولة التركية اشتعالا، لما جبلوا عليه من الجور والفساد، الذي لا تحتمله طباع أهل هذه البلاد، دعا هذا الإمام الناس إلى مبايعته وكان ذلك في شهر محرم سنة ١٠٠٦ هـ في جبل «قاره» - بالقاف والراء المهملة - فلما ظهرت دعوته اشتد طلب الأتراك له في كل مكان فصار يتنقل من مكان إلى مكان، والحاصل أنها جرت له خطوب وحروب وكروب قد اشتمل عليها كتاب سيرته؛ وكان تارة ينتصر فيفتح بعض البلاد اليمنية وتارة تتكاثر عليه جيوش الأتراك فيخرجونه عنها فيذهب هو وجماعة من خلّص أصحابه الذين يأخذون عنه العلم إلى فلاة من الأرض بحيث تنقطع أخبارهم عن الناس ولا يدرون أين هم فتمضي أيام على ذلك فلا يشعر الأتراك إلا وهو في البلاد اليمنية قد استولى على مواضع؛ وما زال هكذا مع إقدام وشجاعة وصبر لا يقدر عليه غيره، حتى أنه كان في بعض الأوقات قد لا يجد هو ومن معه ما يأكلون عند اختفائهم